مرآة الموت: قصيدتان لسيلفيا بلاث
|ترجمة: ياسر عبد الله| مرآة فضية أنا ودقيقة، لا أملك أي […]
مرآة الموت: قصيدتان لسيلفيا بلاث
|ترجمة: ياسر عبد الله|
مرآة
فضية أنا ودقيقة، لا أملك أية أفكار مسبقة
كل ما أراه أبتلعه في الحال
تمامًا كما هو، لا يشوبه حبّ أو كراهية
لست قاسية، محض صادقة
عين رب ضئيل، مربعة الأركان
أتأمل أكثر أوقاتي الحائط المقابل
إنه وردي، مبقع، نظرت له كثيرًا
أظنه جزءًا من قلبي، لكنه يومض
الوجوه والظلام يفصلان ما بيننا أكثر وأكثر
أنا الآن بحيرة، تنحني فوقي امرأة
تبحث في ضفافي عن حقيقة كنهها.
ثم تستدير عني نحو أولئك الكاذبين، نحو الشموع أو نحو القمر
أرى ظهرها، أعكسه بأمانة
تكافئني بدموع ورعشة يديْن
مهمة أنا لها، تأتي وتمضي
وجهها كل صباح هو ما يستبدل الظلام
أغرقت فيّ فتاةً صغيرة، وفيّ عجوز كبيرة
تصعد نحوها، يومًا بعد يوم، كسمكة بائسة.
(23 أكتوبر 1961)
الموت وصحبه
إثنان، بالطبع هناك إثنان
الآن يبدو ذلك طبيعيًا تمامًا –
الواحد الذي لم يتحسّن أبدًا، عيناه مغمضتا الجفنين
كريتان، كعيني بليك
الذي يعرض فنه.
علامات الميلاد هي علاماته المسجلة –
ندبة الماء الملفوفة بالسماط
العريّ
اللون النحاسي الصدأ لنسر الكندور
أنا لحم أحمر، ومنقاره
يصفق عن جانبٍ : أنا لست له بعد.
يخبرني كيف أني سيئة التصوير
يخبرني كيف تكون حلاوة
الأطفال في محاضنهم
في المشافي، هدب
بسيط عند العنق
ثم أخاديد معطف
موتهم الإيوني
ثم قدمان صغيران
هو لا يبتسم، ولا يدخن
يفعل الآخر ذلك
شعره طويل ومستملح
وغد
يستمني بريقًا
يريد أن يكون محبوبًا
أنا لا أهتزّ
تصنع الغابة وردة
يصنع النبع نجمة
الناقوس الميت،
الناقوس الميت
شخص ما قد قضي أمره.
(14 نوفمبر 1962)
____________
سيلفيا بلاث ( 27 أكتوبر 1932- 11 فبراير 1963)، شاعرة أمريكية ولدت في سهول جامايكا، بوسطن، ولاية ماسوتشستس، وانتحرت في إنجلترا. تعد هي وزوجها الشاعر الإنجليزي تيد هيوز من أبرز الأصوات في الشعر الحديث المكتوب باللغة الإنجليزية. كتبت الشعر والقصة ولها رواية وحيدة هي “الناقوس الزجاجيّ”، ظلّ انتحارها لغزًا حتى نُشرت مؤخرًا قصيدة “رسالة أخيرة” التي يصف فيها زوجها تيد هيوز ظروف انتحارها ويحاول استكشاف أسبابه.