أدونيس: أعُدّ الآن آخر دواويني الشعرية وبعدها سأتوقف عن الشعر
لا زال صاحب “الثابت والمتحول” يرى أنّ القومية سيئة وأنّ الشاعر يجب أن يكون إنسانيًا قبل كل شيء. ويقول: الفصل بين الشعر العربي والشعر في الكون هو فصل خاطئ، فالشعر العربي هو جزء من تاريخ البشرية وهو جزء حي وعظيم ويجب أن يقدم بوصفه جزءاً من الإبداع البشري لا بوصفه عربياً ومستقلاً ومنفصلاً
أدونيس: أعُدّ الآن آخر دواويني الشعرية وبعدها سأتوقف عن الشعر
|إسماعيل مروة|
سألت أدونيس الإنسان عن أدونيس الشاعر والباحث فأجابني دون تردد، وهو يرمقني بنظرة طفولية فيها الكثير من الرجاء أن أصدق: “إنه مبتدئ يحاول أن يفعل شيئاً!” لم يدرك أدونيس يومها أني صدقته، وسيستغرب أكثر حين يعرف أنه لو جاءتني إجابة أخرى لاستغربتُ؛ فهذا دَيْدَنُ الكبار، يشعرون في كلّ لحظة أنهم في بداية الطريق، لذلك يجربون وينجحون، وتستمرّ رحلة البحث والنجاح والإخفاق لديهم من دون كلل أو ملل، ويقدمون الجديد في كلّ لحظة، وإن لم تتفق معهم في هذا الجديد. أدونيس يعرف مكانته جيدًا، ويعرف قيمة ما يملك من معرفة، ويدافع عنها بكل إباء ولكنه يأبى أن يحدّد مكانته، ويترك للآخر أن يتحدث عنه، وإن كان الآخر مثلي دونه مرتبة، لأنه على يقين بأنّ الآخر سيضعه في منزلة لا يضع هو نفسه فيها، ربما من باب التواضع، وربما لأنّ الآخر يراه عن بعد، ويضعه في مكانة سامية ورفيعة.
أدونيس يجرح ذاته بعمق، لكنه يأبى أن يجرح الآخر أو إحساسه!
- عندما تعيد قراءة “الثابت والمتحوّل” أين تعجب بنفسك؟
أدونيس: “أمر طبيعي أن أعجب بكتابي ولكن أكثر ما أعجب به الصّبر، وأقول هذه كيف صارت؟ وكيف عملت هذا العمل أسأل؟ وأستغرب كيف قرأت التراث العربي كتاباً كتاباً لكن بالمناسبة حاولت أن أستغني عن بعض الكتب وألا أعتمد عليها إطلاقاً.
“لو سألتَ من لم يفهموا شعري كم كتاباً قرأتم لأدونيس فجوابهم سيكون “ولا كتاب”. فكيف من الممكن أن يفهمك شخص لم يقرأك؟”
“الكتب العربية إجمالاً تحتاج قبل القراءة لنقد، وأنت تقرأ يجب أن تكون ناقداً وأن تميز بين الروايات والإسنادات، وأن تمتلك القدرة على التمييز بين الألفاظ، فحين تقرأ حديثاً مَروياً بعشرات الصّيغ، فهذا غير معقول وهو قتل للحديث؛ فشخص واحد يروي الحديث بصيغ مختلفة بل بثلاث أو أربع وخمس صيغ فهذا لا يجوز.”
- نصل للكتاب، الكتاب الذي أصدرته هناك كثيرون لم يفهموه، لماذا؟
أدونيس: “أنا لا ألوم أحداً أبداً، أنا لا ألومهم على الإطلاق، لأنهم إن لم يتابعوني من البداية ولم يتابعوا فكري، فلن يتمكنوا من فهمه بالطريقة المناسبة. لأنّ الناس إن سألتهم فليس من الممكن أن يفهموني إن لم يكونوا قد تابعوني، ولو سألت أحد هؤلاء الذين قالوا لك إنهم لم يفهموا أو طرحت عليهم كم كتاباً قرأتم لأدونيس فجوابهم سيكون “ولا كتاب”. فكيف من الممكن أن يفهمك شخص لم يقرأك؟ هذا سبب ولكن بالأساس توجد صعوبة وأنا أقرّ بوجود صعوبة في قراءة الكتاب. فأنا عندما عملت هذا الكتاب كان في ذهني شيء مُحدّد وما أوحى لي بكتابته هو أنه يجب أن نضع الحضارة العربية بكاملها في إطار شعريّ، كهوميروس وهو يكتب التاريخ اليوناني أو كأنّ دانتي يكتب تاريخ المسيحية. ولكن قلت لنفسي إنني لا أستطيع أن أستخدم الأسلوب السّردي أو الأسلوب الروائي أنا لست ميالاً وخصوصاً فيما يتعلق بالشعر للأسلوب السردي أو الروائي، وبقيت بحدود العام حتى استطعت أن أكتشف شكلاً للكتاب. فإذا لم يكن سردياً فكيف سأستطيع كتابته؟
“وذات يوم شاهدت فيلماً على الشاشة. وفجأة رأيت عدة أزمنة ومستويات على الشاشة في اللحظة ذاتها، ترى “حباً” وتسمع موسيقا وترى ذكريات الماضي والحاضر. فقلت لنفسي: هكذا سيكون الكتاب: شاشة سينمائية تتلاقى فيها الأزمنة جميعها وتتلاقى العناصر الثقافية كلها ومن أجل ذلك قمت بتقسيم الكتاب إلى أربعة أقسام؛ فكلّ صفحة تحتوي على أربعة أقسام، القسم الأول على اليمين هو الحوادث التي اخترتها من التاريخ العربي والتي ارتأيت بأنها معبرة أكثر من غيرها وحاولت كتابتها بصيغتها تقريباً، أما اليسار فهو إشارة إلى المصادر والمراجع لمن يشكّ ولمن يبحث عن مصداقية الكلام أو لمن يريد أن يتأكد أو يتوسّع بالبحث، أما الوسط فقد قمت بتقسيمه لقسمين القسم الأعلى فهو قائم على الشخصية التي أوهمتُ الناس بأنها موجودة. المتنبي مثلاً لدرجة أنّ الناس تساءلوا من أين حصلت على المخطوطة؟.. المتنبي لا علاقة له بالنصّ فهو مجرد اسم، فالقسم الأول من الصفحة قائم على استلهام حياة هذا الشخص بطريقة أو بأخرى، من دون الإشارة إليه باستثناء بعض الأماكن في القسم الأول. والنصف الأسفل هو لمعة تربط بين هذه الأجزاء أو تفتح أفقاً للتفكير وكل صفحة على نفس النمط وهكذا. إنها طريقة إخراج للأفكار.
“أنا أريد أن أرهق القارئ كما أرهقت أنا وكما أرهقت نفسي، لأنّ القارئ بالنسبة لي هو مبدع آخر وليس مستهلكاً سلبيًا”
“لذلك في ذات مرة سئلت، كيف تقرأ الكتاب؟ فكان جوابي بأنني لا أعرف، ولكن من الممكن أن تبدأ من اليمين ومن الممكن البدء من الأسفل ومن الممكن البدء من الصفحة.. بنصفيها، أما اللمعة فلا أعرف.”
- أليس هذا مرهقاً؟
أدونيس: “طبعاً مرهق، فأنا أريد أن أرهقك وأرهق الناس، وأنا أريد أن أرهق القارئ كما أرهقت أنا وكما أرهقت نفسي، ولأن القارئ بالنسبة لي هو مبدع آخر وليس مستهلكاً سلبياً.”
- بالنسبة للمختارات ما وجهة نظر أدونيس بالمختارات؟ فمثلاً مختاراتنا نعرفها من الحماسات ومن أبي تمام إلى الشجرية والبصرية قائمة على الفنون والحماسات، ومن ثم لدينا مختارات أخرى أخذت صنوفاً أخرى، على ماذا يقوم الاختيار عند أدونيس؟
أدونيس: “بالمناسبة، المختارات سيصدر قريبا عن دار “الساقي”، وقد كان ستة أجزاء وأصبح أربعة أجزاء، مع إضافات لنصوص قمت باكتشافها فيما بعد وهناك إضافة أخرى خارجية إلى جانبه هو ديوان البيت الواحد في الشعر العربي، ويقع في 250 صفحة للبيت الواحد، وسنرى أجمل أبيات مفردة في الشعر العربي، منها من عصر ما قبل الإسلام وحتى ما يُسمّى عصر النهضة- وهذا خبر أعلنه للمرة الأولى.”
- لماذا لم تكمل لوقتنا هذا، فتوقفت عند عصر النهضة؟
أدونيس: “لأن التعامل مع الناس قبل الوفاة مشكلة. عندها سيتصارع الأحياء والأموات، فكيف أنت والأحياء؟ فالأحياء لم يستقروا بعد فمن الممكن للحي أن يكتب بعد فترة زمنية الشيء الأجمل، فأنت لا تستطيع أن تأخذ شخصاً حياً على المستوى الكلاسيكي إلا إذا كان في أواخر حياته. لذلك من الصعب أن نتعامل معهم من هذه الناحية، وكان اختياري لهم هو قراءة شخصية أولاً للشعر العربي من وجهة نظري في كتابة الشعر، ولذلك جرّدته من المناسبة وجرّدته من أغراضه العادية، فلا مديح ولا هجاء ولا رثاء، ولا كلّ ما هو ذاتي وكل ما يفصح عن الجماعة وإنما عن الذات، وكل ما يقدم نفسه بلغة جديدة بجمالية مختلفة، ولذلك كنت إذا قرأت الشعر العربي بالدواوين الأربعة، فإنك سترى عظمة الشعر العربي، وستستطيع أن تراه بعمقه الأساسي وبأفقه ولغته العظيمة وستحسّ بأنه لا يوجد أعظم من هذا الشعر عند الشعوب الأخرى. وإذا أساء أحد للشعر العربي فهم العرب أنفسهم من نقاد وأكاديميين والأساتذة، وخاصة الذين يدرسون في الجامعات والمدارس فهم السبب وراء كرهنا للشعر العربي.”
- أين اجتمعت وأين افترقت مع كتاب الحماسات والجمهرات؟
“إذا أساء أحد للشعر العربي فهم العرب أنفسهم من نقاد وأكاديميين والأساتذة، وخاصة الذين يدرسون في الجامعات والمدارس فهم السبب وراء كرهنا للشعر العربي”
أدونيس: “الحماسة اختيار الشعر القديم الذي سبق، اختيارات أبو تمام اختيار عظيم جداً والجمهرات ليست اختياراً وإنما جمع وتجميع. طبعاً اختيار أبي تمام والبحتري والشجري فيه الكثير من الحماسات والمجموعات وحتى في العصر الحديث؛ فقد كانت اختياراتهم كلاسيكية ضمن الذوق الكلاسيكي والقواعد الكلاسيكية. أنا لم آخذ بأيّ شيء كلاسيكي بالمعنى التقليدي ولم آخذ برأي النقاد العرب القدامى أبداً وإنما أخذت بذائقتي وبالمعايير الشعرية التي تنطبق على الشعر في العالم كله. هنا أقول: إنّ الفصل بين الشعر العربي والشعر في الكون هو فصل خاطئ، فالشعر العربي هو جزء من تاريخ البشرية وهو جزء حي وعظيم ويجب أن يقدم بوصفه جزءاً من الإبداع البشري لا بوصفه عربياً ومستقلاً ومنفصلاً وكأن لا علاقة له بغيره!
- لو لم تكن أدونيس فهل ستقبل هذه الرؤية؟
أدونيس: “لا أعرف، ولكن بالمناسبة ما يسجل لي أنها قبلت حتى من الأشخاص الذين ينتقدونني…”
- هل كانت ستجد من يطبعها ويعمل عليها؟
أدونيس: “لا أعرف ولكن المهم أنها طبعت وأعيدت طباعتها مرات عديدة وهي مطلوبة باستمرار وفعلت وأسّست.”
- أنا أرى أن اسمك هو جواز سفرك؟
أدونيس: “ولكن أحياناً من الممكن أن يكون النقيض، فأنت لو تقرأ ما يكتبه الإسلاميون عني، فحتى الآن في المعارض تُستثنى كتب أدونيس، ويُمنع منعاً باتاً دخول أيّ كتاب لأدونيس في الكويت مثلاً.”
- ماذا يُعدّ أدونيس للمرحلة القادمة أدبياً وفكرياً؟
أدونيس: “عندي مشروعان؛ المشروع الأول شعري وسأختتم به كتابتي الشعرية بحصر المعنى، وسأتوقف بعد هذا وهو قيد الإنجاز، وبعدها لن أقول الشعر على الإطلاق بحصر المعنى كشعر، أي إنني لن أكتب كتاباتي العادية، ولكن سأتوقف عن الشعر. والمشروع الثاني هو كتابة سيرتي الذاتية.”
“أنت لا تستطيع أن تعبر عن أمتك وعن شعبك وعن وطنك وعن قضاياك إذا لم تعبر أولاً وبحرية كاملة عن نفسك”
- هل انتهى المعين الشعري لديك أم إن ما تريد أن تقوله قد قلته؟
أدونيس: “لا، لكن أنا أعتقد أن الدورة وبكل تنويعاتها اكتملت عندي شعرياً بالنسبة لي بمعنى الكمال، وبهذا الكلام الذي سأقوله وبالكتاب الذي سأكتبه والذي سيكون خاتمة كتبي سأقول آخر ما لدي في إطار تجربتي الشعرية.”
- هل ستقوم بجمع ما كتبته من شعر مع بعضه؟
أدونيس: “هي قيد العمل وفي الطباعة.”
- لماذا اخترت دار النشر ذات الأسعار المرتفعة؟
أدونيس: “لأن هذه الدار تعامل الإنسان باحترام وهي دقيقة وطباعتها فاخرة وهي تقوم بعمل كل ما أريد.”
- والقارئ؟
أدونيس: “أنا أعتذر، لو كنت أستطيع أن أمنحه للقراء لفعلت ذلك.”
- في السيرة الذاتية ما الذي يريد أدونيس أن يقوله؟
أدونيس: “فيما يتعلق بالسيرة الذاتية عندي ثلاثة مجلدات تقريباً جاهزة والجزء الأول منها هو الأصعب لأنها مرتبطة بطفولتي وبحياتي في الجبل والمجتمع الذي عشتُ فيه، وخلال خمسين عاماً تغير كل شيء.”
- إلى الأفضل أم الأسوأ؟
أدونيس: “سطحياً وشكلياً إلى الأفضل أما عمقياً فإلى الأسوأ، بمعنى أن الأخلاق قلّت لدى الناس والعلاقات الاجتماعية ازدادت تفككاً والموضوع الطائفي ازداد وضوحاً، والمعرفة وشغف المعرفة هبط، وبنفس الوقت أصبحت هناك السيارات والطرق والكهرباء وجميع وسائل الحياة، ولكن وسائل الحياة على فراغ، وعلى كل حال هذه تنطبق على سورية بكاملها.
“وكذلك احترام الآخر وحسّ الحاجة إلى الديمقراطية- كلّ هذا انخفض، فكل شيء عميق وهامّ تراجع وكل ما هو سطحيّ واستهلاكي وتجاريّ ازدهر.”
- معارك أدونيس الأدبية والنقدية أين كانت الأقوى؟ وماذا قدمت له؟
أدونيس: “كما قلت لك، أنا لم أتعامل في كتاباتي كناقد ولم أقدم نفسي يوماً كناقد.”
- كشاعر أو كفكر؟
أدونيس: “المعارك بشكل عام كانت كلها مع الاتجاهات السياسية التي أدعوها بالدكتاتورية ومع شعراء ينتمون لهذه الاتجاهات ومن دون أن أسمي الاتجاهات القومية العربية بشكل عام هي اتجاهات شبه دينية لأنها مغلقة.”
- هل القومية شبه دينية؟
“عندي اليوم مشروعان: الأول شعري وسأختتم به كتابتي الشعرية، والمشروع الثاني هو كتابة سيرتي الذاتية”
أدونيس: “الاتجاهات المغلقة كلها تتصف بأنها ذات نزعة عنصرية ولا تحترم الآخر، لا تنصف ما هو مختلف، لذلك يستحيل أن تكون ديمقراطية ومثل هذه نزعات لا يمكن أن تقود إلى بناء المجتمع بل على العكس فهي تقود المجتمع لمزيد من الخراب والتفكّك. وكنت في عراك مع هؤلاء الشعراء، وهؤلاء الذين كانوا يريدون أن يجعلوا من الشعر رسالة أو وسيلة لخدمة قضايا وطنية أو قضايا قومية عربية أو إقليمية، وقد كنت أقول لهم عبر الشعر، الشاعر عندما يريد أن يعبر عن نفسه بصدق وبحرية فكأنه يعبر لا عن العربي وحده وإنما عن الإنسان في العالم كله، فأنت لا تستطيع أن تعبر عن أمتك وعن شعبك وعن وطنك وعن قضاياك إذا لم تعبر أولاً وبحرية كاملة عن نفسك، فهذه كانت حولي وقد أثبتت التجربة أن ما ذهبت إليه كان أكثر صحةً، فمثلاً عندما كنت أكتب كانوا يقولون إنّ أدونيس صار صوفياً والصوفية ضد الشعب ودعوة للعزلة لا معنى لها ومن هذا الكلام، وبعد فترة صار جميع اليساريين يكتبون عن الصوفية، فالمعارك التي خضتها أثبتت التجربة مع الأيام أنّ وجهات النظر التي كنت أعبر عنها ويعبر عنها معي زملائي الآخرون هي الأقرب إلى الصحة لكي لا أقول إنها هي الصحيحة، وبالمناسبة لم أكن وحيداً في هذا التوجه.”
- من باب التجميل قلنا شعراء القومية بدل أن نقول شعراء السلطات، وهل الشعراء قادرون على أن يحملوا معركة وحدهم دون قرائهم؟
أدونيس: “هناك معارك ومعارك، فإذا كانت مع الخارج فليس هناك خيار فأيّ شخص يجب أن يكون مع بلده ومع سلطته مهما كانت وضد معارك العدوان الخارجي، هذا لا يناقش وأي رأي آخر خيانة. أما المعارك التي تقام داخل السلطة وداخل المجتمع كأن يأتي شاعر ويتبنى مقولات السلطة ويدافع عنها فهذا لا يمكن قبوله.”
- إذاً صراعك الداخلي مع السلطة وليس مع الشعراء؟
أدونيس: “مع السلطة وشعرائها.”
- نزار قباني في نقده لشعراء السلطة؟
أدونيس: “لا، فنزار لم يكن جذرياً بنقده للسلطة، ولم يكن شاعر سلطة، أيضاً. في نقده إجمالاً لم يكن جذرياً، والأصح أن نقول عنه: إنه كان شاعراً إصلاحياً.
“فهو تكلم عن تحرر المرأة، فكيف يمكن أن تتحرر المرأة إذا لم نقبل بقراءة النص الديني الذي يتحدث عن المرأة وحقوقها بوضعها، لا يمكن فكل هذا بالدليل، فمثلاً لم يتطرق نزار بالعمق إلى أي نص تأسيسي في الحياة العربية، ولم يطرح أي سؤال على أي مشكلة أساسية، إنما نقد ما يجري حولنا وما يدور، ولذلك فقد كان مقبولاً، فقد كان هناك سياسيون يقرؤون لنزار ويستمعون لشعره ويقرؤون قصائده، وهم ضده، لماذا؟.. لأنه لم يلامس الجذر الأساسي الذي ينهضون عليه.”
(عن “الوطن” السورية)
21 أكتوبر 2010
لا تعارض معك زياد ,, ولكن ما هو الشعر ان لم يكن كذلك ,, الا ان ان مسار وتوجهات ادونيس خرجت في وقت غياب درويش.. هل قرأ ادونيس القصيدة مؤخرا او حللها او انه ينطق بمجرد سؤالة,, ليس هكذا الشعراء,, الشاعر حر,,
اما عن العهر الديني او السياسي ,,او الايدولوجي, فهي حالة تفاني ومشاعر وتوجهات لافراد تجمعهم فكره ,, وقد يكون عهرا ثوريااا,, هل ستنتقده حينها ؟؟ اما ثقافيا فهو مبرر لتدافع عمن تحب بحق,,
وحين علق محمود او بعل بجميل الكلام هو ايضا عهر كونه لا الهة في الشعر ,, ولم تنتقده ,, قد تكون في الوسط او منحازا لادونيس وهذا حقق
21 أكتوبر 2010
يقول أحد الأشخاص المعقبين على المقال الذي استشهدت به، وأعتقد أنه تعليق يغنيني عن التعليق:
الأخ زياد اريد أن أقول لك شيأً قد يفاجأك ويفاجىء الأخوات والأخوة الين ردوا عليك ايجاباً ( لقد كان رأي محمود درويش في قصدة أمي ، تماماً كرأي أدونيس ، ففي أحد اللقآت مع تلفزيون المستقبل مع زاهي وهبه ، قال بشيء من الغضب الحزين ، حين أقول كلاماً وجدانياً لأمي ، لأنها أمي ، يُصورُهُ النقاد ، والناس على أنهُ قصيدةً أكبر مما تحتمل القصيدة . ولاحظ يا أخي بأن كل نمط محمود درويش الشعري المتقدم ، بدايةً أو مروراً بمديح الظل العالي ، يبتعد تماماً عن نمط قصيدة أمي ) تلك التي كان يعتبرها كلمات خاصةً بها وبكاءً خاصاً بهِ ولم يكن يُريد لها أن تكون قصيدةً عامةً ، لأنهُ كان بلا شك يُدرك بأن فيها من البكائية ما فيها . وأضيف بأن محمود درويش لم يكن يحفل لرأي شاعرٍ عربي معاصر ، أكثر مما يحفل برأي أدونيس . مع أنهما يسيران في مسربين مختلفين . وآسف بأن أقو بأن مقالتك ههِ ذكرتني بحالة ( العهر الديني ) التي انتابت العالم الإسلامي رداً على رسوم الكاريكاتور . ولا نُريد أن نشهد في فلسطين عُهراً درويشياً مشابهاً . وآسف مرةً أُخرى للتعبير ، لأني لم أجد كلمةً علميةً تُعبر عن الموقف أكثر من هذهِ الكلمة . وأخيراً ودائماً سلاً على محمود درويش يوم ولد ويوم يموت ويوم يُبعثُ حيا .
19 أكتوبر 2010
مقتطفات من المقال :
هل كان سيجرؤ أدونيس على السخرية من نص (إلى أمي) فيما لو كان محمود على قيد الجسم؟ الجواب معروف، الـمحزن جداً في سخرية أدونيس ليس سخريته في حد ذاتها ولا تجرؤه على السخرية من ميت، ولا غيرته الواضحة من مكانة محمود درويش الشعرية، ولا في دلقه هذه السخرية بكل هذا التوتر البادي، الـمحزن حقاً هو إحساسي الآن أن محمود بالفعل ميت، وإلا فأين صوته الغاضب الـمتلاحق السريع الذي نعرفه جميعاً؟ عرفت الآن ما هو بالضبط الـموت: إنه فقدان الـمقدرة على الغضب، هنا ذروة الفاجعة.
19 أكتوبر 2010
يقول أدونيس رداً على سؤال محاوره عبدو وازن “ما رأيك بما قاله محمود درويش على سبيل الـمثال، أخجل من دمع أمي، أو أحنّ إلى خبز أمي؟ ألا يترك هذا أثراً وجدانياً فيك؟”: “تقصد شعرياً، هذا البكاء الشعري بالأحرى يضحكني” أجاب أدونيس.
19 أكتوبر 2010
http://www.al-ayyam.com/znews/site/template/article.aspx?did=140126&Date=5/11/2010
اقرأ هذا المقال للكاتب زياد خداش نشر في جريدة الايام ,, عن لقاء تلفزيوني ينتقد فيه ادونيس محمود درويش ومشاعره تجاه امه ..
18 أكتوبر 2010
أحمد، إن الانتشار والتطبيل والتزمير والشعبية هو دليل على قلة قيمة الشاعر وشعره، لأن الجماهير تمثل الوسط فكريًا أو أقل من ذلك في الحالة العربية، أما المثقفون والنقاد الجديين، فإنهم قلائل جدًا، وهم من يفهمون الشعر حقًا، وهم أصحاب الرأي الأدق، لذلك فإن الشعبية الجوفاء هي دليل على بساطة ما يكتب من شعر. كما أن العظماء يحاربون من قومهم لأنهم يأتون بشيء جديد، ويهددون الهدوء المرتكز على جبال الجهل، ولنا في التاريخ القديم والحديث أمثلة على ذلك، وللمفارقة، بعد موت هؤلاء العظماء بفترة ما، يلاحظ رجوع إلى أعمالهم ونكتشف فجأة أننا أهملنا كنزًا عظيمًا. وللملاحظة أدونيس لم يهاجم محمود درويش بل أعطى رأيه في شعره، ولقد كان رأيه غاية في الموضوعية والأدب والدقة، فأين الهجوم؟ هل لك بتزويدنا بإثبات على كلامك؟
17 أكتوبر 2010
لا بأس بكل ما تقول أدونيس ولكن اتمني ان ينشر القائمين على الموقع هذا التعليق وانا متأكد بأنك ستقرأخه لانه يهمك.
يهمك كثيرا ان تنال مجداا سبققك عليه اخرون ولن تناله مثل محمود درويش . وربما ذلك ما دفعك الى مهاجمته في اكثر من لقاء بعد وفاته, والان تحاول الاعتزال وكأنك تعتبرك نفسك في القمة ,,, لا يهمني ما تكتب ولا ما بداخلك ولكن يهمني ان تهتم فقط بغيرك وان يكون انتقادك موضوعي …
15 أكتوبر 2010
أيا اله الشعر، لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي!
15 أكتوبر 2010
أي شغف يثيره أدونيس بي! ما يتفوه به أدونيس هو نبوءة أنّى للجهلة أن يفهموها! وشأنه كشأن العظماء لن يحظى بما يستحقه الآن، ربما بعد عشرات السنوات سيلتفت العرب إلى شعر وفكر أدونيس وسيعلمون كم أخطأوا.
لم أتوقع أنه سيعلن توقفه عن الشعر محددًا ذلك بزمن وعمل شعري بعينه، إذ أن أدونيس علّمنا أن الشعر تجربة، فكيف يحكم على نفسه بانتهاء تجاربه؟ لتكن له الحياة ليجرب أكثر ويكتب أكثر..