كَصَديقِه رامْبو
كانَ يُحِبُّ أَنْ يَشْعُرَ/ عَلى طَريقَتِهِ:/ كَأَنْ يَمْشي طويلاً/ ويُوَقِّعَ الْحُروفَ/ عَلى الْأَرْضِ/ أَوْ كَأَنْ يَبْكِي رِثاءَهُ/ عَلَى صَدْرِ حَمامَةٍ/ ويَسْتَظِلَّ وَادِعًا/ أَشْجَارَ الْحَوْرِ
كَصَديقِه رامْبو
<
منذُ زمنٍ
لمْ يَكْتُبْ صَفْحَةَ شِعْرٍ
كانَ كَرامْبُو الْمارِدِ
يمارسُ بعضَ هِواياتِهِ
ويَرْتَشِفُ حَتَّى الثُّمالَةِ
رَحِيقَ العُمْرِ،
لَقَدْ صَارَ يَعْشَقُ
أَنْ يَذُوبَ مَعَ ٱلْعَناصِرِ:
أَثِيرٌ ونَارٌ،
تُرَابٌ
ومَاءُ الْأَنْهُرِ!
……..
منذُ زمنٍ
لَمْ يَهْفُ إِلَى
صَنْعَةِ ٱلشِّعْرِ
كانَ يُحِبُّ أَنْ يَشْعُرَ
عَلى طَريقَتِهِ:
كَأَنْ يَمْشي طويلاً
ويُوَقِّعَ الْحُروفَ عَلى الْأَرْضِ
أَوْ كَأَنْ يَبْكِي رِثاءَهُ
عَلَى صَدْرِ حَمامَةٍ
ويَسْتَظِلَّ وَادِعًا
أَشْجَارَ الْحَوْرِ
……
منذُ زمنٍ
لَمْ يَرْصُفْ على الْوَرَقِ
قِطَعَ ٱلشِّعْرِ
كانَ كَصديقهِ الْقَدِيمِ
يُسَافِرُ
مِنْ مَحَطَّةٍ إلى مَحَطَّةِ،
كانَ يَبْحَثُ هناكَ
عنْ قَوَافِيَ
مِنْ رَمْلِ الْبَحْرِ
لَقَدْ أَلْهَمَهُ
رُوحٌ في الْكَوْنِ
أَنَّهُ صارَ
أَكْبَرَ مِنْ كُلِّ حَرْفِ
وأَنَّ الْقَصيدَ
في دَمِهِ
أَوْفَرُ سَقْيًا
مِنْ ماءِ الشِّعْرِ
……
منذُ زمنٍ
لم يَكْتُبْ سَطْرًا واحِدًا
بِيَرَاعِهِ
ولَمْ يُذِعْ
إِلَى مُريديهِ
بَوْحَ ٱلسِّرِّ،
لقد صارَ أَكْبَرَ
مِنْ مجَرّد حَرْفِ
كانتْ كُلُّ ذَرَّةٍ
مِنْ جِسمِهِ الصّغيرِ
كَذاكَ الْعَبْقَرِيِّ الْقَديمِ
تَتَنَفَّسُ بِالشِّعْرِ!
(كاتب مقيم في فرنسا)
___________
للتواصل مع الكاتب:
saidtalha@aol.Com
فيسبوك: Said Talha
Said Talha