قصيدتان/ ليونارد كوهن
رأيتُ متسوّلاً يتوكّأ على عكّازه الخشبيّ،/ قال لي: “لا تطلب الكثير”./ وامرأة جميلة تركن إلى بابها المعتم،/ هتفت لي، “هيه، لم لا تطلب المزيد؟”
>
|ليونارد كوهن|
|ترجمة: ريم غنايم|
.
عصفور فوق السّلك
مثل عصفورٍ فوق السّلك،
مثل سكّير في جوقة منتصف الليل
حاولت على طريقتي أن أكون حرًّا.
مثل دودةٍ في كُلاّبٍ،
مثل فارسٍ من كتابٍ قديم
صُنتُ لأجلك كلّ أَوشحتي.
إذا كنت، إذا كنت فظًّا،
أتمنّى لو تصفحين.
إذا كنتُ، إذا كنتُ كاذبًا
أتمنّى لو تعرفين أنّي لم أكن كذلك معك قطّ.
<
مثل رضيعٍ جهيض،
مثل حيوانٍ بِقَرنه
مزّقتُ عنّي كلّ من مدّ يده لي.
لكنّي أقسم بهذا النّشيد
وبكلّ خطأ اقترفته
أنّي سأعوّضك.
رأيتُ متسوّلاً يتوكّأ على عكّازه الخشبيّ،
قال لي: “لا تطلب الكثير”.
وامرأة جميلة تركن إلى بابها المعتم،
هتفت لي، “هيه، لم لا تطلب المزيد؟”
<
أوه مثلَ عصفور فوق السّلك،
مثل سكّير في جوقة منتصف الليل
حاولت على طريقتي أن أكون حرًّا.
<
العبقريّ
لأجلك
سأكون يهوديًا من الغيتو
وَسأرقص
وَسأضع جواربَ بيضاء
عند أطراف جسدي المقوّسة
وأُسمّم آبارًا
في أرجاء البلدة.
<
لأجلك
سأكون يهوديًا مرتدًا
وسأبوح للكاهن الاسبانيّ
بنذر الدم
في التلمود
وأينَ تتوارى عظامُ
طفلٍ
.
لأجلك
سأكون يهوديًا مصرفيًا
وسأدمّر
ملكًا صيّادًا عجوزًا مغرورًا
وأضع حدًا لسلالته
.
لأجلك
سأكون يهوديًا من برودواي
وسأبكي في المسارح
على أمّي
وأعقد صفقاتٍ رابحة
من تحت المنضدة
.
لأجلك
سأكون يهوديًا طبيبًا
وسأفتّش
في كلّ حاويات القمامة عن قُلَفٍ
لأعيدَ تَقطيبها
.
لأجلك
سأكون يهوديًا من داكاو
وسأرقد في الجير
بأطراف جسد مقوّسة
وبأَلمٍ مُنتفخ
لا يقوى عقلٌ على إدراكه