طلبتُ الموت لكن ليس على يدك/ عبير أبو دية
طقطق لي بأصابعك
أنا ضائعة
وأريد أن أعود إلى البيت
| عن “الأخبار” – عبير أبو دية* |
كبرنا بما يكفي، لنختبئ في علبة سوداء ونفهم، أن لا شيء يظل إلى الأبد، قطط الحب الأليفة تغدو قطط غياب شرسة، فيا أيها الغريب… حين تصبح عزيزاً وأعرفك، حين ترى ما لا يُرى… تغادر.
■ ■ ■
أردت أن أجرّب الطريق
وأتعذّب على طريقة الناس
وأدقّ شبابيك الآخرين… وأنتظر
أدوّر الألم وأصنع منه أشياء مفيدة.
■ ■ ■
الأحلام أوصلتنا إلى هنا
النعاس يملأ عيوني
حزني زجاج مكسّر
لكنك مصرّ على أن تحمله بيدك
ضحكتك على يدي
نحن في بيتنا
معاً
لكننا نحسّ باليتم.
■ ■ ■
نسافر ونلبس ملابسنا البيضاء
ملابسنا البيضاء على حبلنا القديم
حمام أبيض ملابسنا البيضاء على أكتافنا المسافرة
حمام خائف مذبوح
وأحمر
■ ■ ■
طقطق لي بأصابعك
أنا ضائعة
وأريد أن أعود إلى البيت
■ ■ ■
أريد أن أعود إلى البيت
وأراك سالماً
بالرغم من كل الخراب وما قد تحطّم
وردك على خدّك «ورد الحبيبات وورد الخيبات»
غارق في وهمك الأخّاذ
تلبس بحراً صغيراً
في عنقك ألوان العالم
وقلبك يغلي
■ ■ ■
أريد أن أعود إلى البيت
سأقلّد لك لوحة أحبّها
أعلّقها على رأسك
الذي سنضع مطرحه وردة
ونشمّها
ونطعم القطة للفأر
وقلبي لقلبك
والعالم لفمي كي يخرسا
وصوتي لصوتك كي يغنيا حتى الأبد.
■ ■ ■
عندما يكره الأهل بعضهم البعض، ويقتل الأهل بعضهم البعض، يصير اسم الحرب التي نعرفها حرباً اهلية، هكذا قالوا لي، خفتُ ووضعت يدي على قلبي، اعتقدت بأنّ القلب يلمع أكثر من السكّين عندما نرى أهلنا، فإذا كنت أنت أهلي، فهل تقتلني؟
■ ■ ■
أنا طلبت الموت
لكن ليس على يدك.
■ ■ ■
أيام الحزن السبعة:
حزنٌ ناعم على مخدة بيضاء
حزنٌ يصعد الدرج برئة معطوبة
حزنُ اليد المفتوحة في آخر الليل ولا من يد تمسكها
حزنُ الاسم الذي لا يناديه أحد
حزنُ أرصفة العالم الثالث
حزنٌ محتار
حزنٌ ضائع
لا أعرف منذ متى
وسكّينة قسوتي
حادّة هكذا
شمعة سوداء هي الدنيا
تضحك، فتضيء
تقول آه، فتنطفئ
■ ■ ■
كوب الشاي على الشبّاك
الدنيا نهار
الليل في مكان آخر يخنق أحداً ما… آخر
أقول للحياة: أريد أن أبدأ من جديد
وأنت تعرف
الحياة لا تردّ
أمّا الحياة الجديدة، فغالية!.
* شاعرة من فلسطين