عاقرْ مداكْ/ فرحات فرحات
اجعلْ رمالَ البحرِ أهداباً لها/ ما مُتَّ؟ لا. ما زلتَ حيّاً ميتاً/ تعدو ومفتاحُ الرحيلِ يشقُّ أنفاسَ الفضاءْ/ لمَ لا تعيدُ بناءَها؟
.
|فرحات فرحات|
عاقرْ مداكْ
هذا المدى قدْ لا يطلُّ على سواكْ
عاقرْ مداكَ ولا تسلْ
واسبحْ على متنِ الرؤى،
بينَ القوافي، في سطورِ النثرِ،
في شعرِ الغُلاةْ
واسألْ إذا كانتْ ستبقى
بينَ عطرٍ طارَ من عنقِ الزجاجةِ,
ثمَّ غافلَ حضنَ غانيةٍ هناكْ.
.
عاقرْ مداكْ
يا أيّها الأرضُ التي في داخلي
هيّا استعيدي من حجاركِ ياسمينةَ ليلتي
ثمَّ انسجي من رحمِ تربتِكِ الصفاءْ
ومنْ سنابلِكِ استعيدي لي صباحي والمساءْ
هيّا استفيقي حينَ أغفو،
لا أريدُ لليلتي
أنْ لا تكونَ بلا ملاكْ.
.
عاقرْ مداكْ
واركبْ على موجِ الخطايا
ثمَّ عدَّ العامَ عاماً لا فصولْ
حيثُ الربيعُ إذا أتاكَ فقد يخونْ
والصيفُ قدْ يتلبسُ الألوانَ حينًا،
والشتاءُ كما الشتاءْ
هل جاءَ من يعطيكَ يا خلّي الإشارةْ؟
رمقَ البشارةْ؟
فافعلْ بما يملي هواكْ.
.
عاقرْ مداكْ
هذي المدينةُ قد تخلّتْ عن صباها
وارتمتْ في حضنِ صفصافٍ قديمْ
لو جئتَ تسألُ إنْ رأتْ هذي المدينةُ
وجنةً حضنتْ قصيدَتَكَ الأخيرةَ
واختفتْ عندَ الغروبْ
لو جئتَ تسألُ غربةً
أينَ الغروبْ؟
أنتَ العليلُ بغربةِ الجسدِ الجريحِ
وما سواكْ
.
عاقرْ مداكْ
.
واجعلْ رمالَ البحرِ أهداباً لها
ما مُتَّ؟ لا. ما زلتَ حيّاً ميتاً
تعدو ومفتاحُ الرحيلِ يشقُّ أنفاسَ الفضاءْ
لمَ لا تعيدُ بناءَها؟
أتظنُ أنكَ قادرٌ أن ترتدي ثوبَ الحياةْ
وهي التي قدْ مزّقتْ شُرفاتها
وبنتْ على طرفِ المدينةِ قلعةً
لا بابَ يدخُلها ولا ريح الغيابْ
لا الشمسُ تروي ما رَوتهُ بصحوِها
والنجمُ غابَ وما رواكْ
عاقرْ مداكْ.