لتسقط “هبّة أكتوبر”/ علاء أبو دياب
إنتفاضة الأقصى أم هبة أكتوبر؟ • “إنّ تغيير مُسمّى الحوادث والأماكن ليس مسألة لغوية صرفة، أنها مسألة دلالةٍ سياسية وأبعاد ونتائج لا يُستهان بها؛ سيكبر طفلٌ في عرابة بعد عشرة أعوام وسيسأل ماذا حدث ولماذا استشهد علاء نصّار؟”
لتسقط “هبّة أكتوبر”/ علاء أبو دياب
|علاء أبو دياب|
سمعت مرة أنّ الطريق الى جهنم معبّد بالنوايا الحسنة؛ هذا القول سيكون المبرر الوحيد لِكَم الأخطاء التي ترتكب بحق أبناء شعبي في داخل الخط الأخضر (الغريب إنو كل شي بيفصل الناس وبقسم في هالبلد لونه بالصدفة أخضر!).
منذ قيام الكيان الصهيوني والفلسطينيون الذين صمدوا وبقوا في أراضيهم يتعرضون لشتى أنواع الهجمات ومنها الثقافية وتلك المتعلقة بالهوية العربية الفلسطينية، وأهمها من وجهة نظري ما سأسميه مجازاً “حرب المسميات”. لن أخوض في هذا المقال للتسلسل التاريخي لهذه الحملة إبتداءً من مسميات مثل “عرب إسرائيل”، “الوسط العربي”، “البلاد”، بديلاً عن “العربي الفلسطيني”، “الفلسطينيون في الداخل” و”فلسطين المحتلة”.
إنّ ما استثارني لكتابة هذا المقال قيام الكثيرين بتسمية مشاركة شعبنا في الجليل والمثلث والنقب بإنتفاضة القدس عام 2000 بـ “هبّة أكتوبر” (إشمعنى في كل الوطن أسمها أشي وفي الداخل إشي تاني؟). هل كانت هبَة أكتوبر كما تسمّى، لأسباب غير التي نعرفها؟ أكانت مسيرة تطالب بإنارة شارع وادي عارة وبعدين قلبت جد؟ أم احتجاجاً على إرتفاع نسب البطالة في “الوسط العربي” (حاسس حالي بدرس كيمياء، وسط قاعدي وحمضي)؟ هل كانت احتجاجاً على مناهج التعليم؟ لا وألف لا. كانت إمتداداً طبيعياً لانتفاضة الشعب الفلسطيني في كلّ أماكن تواجده، والشهداء في الداخل هم شهداء إنتفاضة القدس، قتلهم المحتلّ الذي لا يفرق بين حيفا ونابلس ولن تقبل دماء شهدائنا أن نقول إنهم شهداء هبّة مهما كان شهرُها. ولا يمكن أن يتم التعامل معهم على أنهم مواطنون أرادوا الاعتراض وإبداء عدم رضاهم، فاستعملت شرطة بلادهم قوة مفرطةً لتفريقهم فحصل ما حصل! نحن لسنا مواطنين سودًا في شيكاجو، ولا بربر الجزائر ولا عرب إسرائيل! نحن فلسطينيون وهم محتلون؛ لا تساوونا بعرب أمريكا! أمريكا دولة هاجر إليها العرب فحقّ أن نسمّيهم عرب أمريكا، أما فلسطين فجاءها المحتل غصباً وعليه ليُسموا هم أنفسهم بولنديي فلسطين أو روس فلسطين أو مغاربة فلسطين، أمّا نحن ففلسطينيون ولا شكّ، وثقتنا بذلك كثقتنا بنسبنا لآبائنا.
شهداءنا الثلاثة عشر: إغفروا لنا فصلكم عن أحبتكم ورفاقكم، سنؤبنكم كما يليق بكم، كلٌ في منطقته، ولكن لن تكونوا شهداء هبّة ولا ضحايا عنصرية أحد
قد لا يكون مُسمّى “انتفاضة” صالحاً أيضاً لوصف الحالة التي عاشتها فلسطين طوال السنين التي تلت عام 2000، ولكنه المصطلح الذي أُجمِع عليه ولا مانع عندي من إيجاد مسمّى آخر يحظى بالإجماع. صحيح أنّ الإنتفاضة الأخيرة تحوّلت إلى مواجهات عسكرية في مناطق معينة في الضفة وغزة -وهذا ما لم يحصل بالقدس أيضاً، وليس الداخل فقط- ولكن قوامها الأساس كان العمليات العسكرية وليس العمل الجماهيري الشعبي، وفي هذا المجال أيضاً كانت مشاركة فلسطينيي الداخل ملحوظة من ناحية الدعم اللوجستي أو حتى التنفيذ في بعض الأحيان. أعرف أنّ هذه العمليات كانت وما تزال مثار خلاف ولكنني هنا أستعرض الحالة فقط ولست في معرض نقاش صحّتها من عدمه. وبما أنّ كل منطقة قامت بدورها حسب إمكانياتها فلا أرى مبرراً للفصل بين نضالاتنا: شكل الإنتفاضة في القدس لم يختلف عن شكله في الناصرة، ولكننا لم نعامل القدس بشكل مختلف عن تعاملنا مع رام الله.
لنوقف هذا العبث بدماء شهدائنا. لن نعطي عن جهل أو نيةٍ مبيّته هذا الإنجاز للمحتلّ. إنّ أكثر ما أخافهم هو وحدتنا، هو انتقال الشّرارة من القدس إلى كلّ فلسطين دونما اعتبار لِقِدَم رُزوح مناطقها تحت الإحتلال. لم يكن لأحدٍ أن يميّز أين هو الآن في أنحاء فلسطين؛ ففلسطين كل فلسطين كانت مشتعلةً غضباً تحت أقدام من راهن أننا سنكون يوماً ما يريد.
إنّ تغيير مُسمّى الحوادث والأماكن ليس مسألة لغوية صرفة، أنها مسألة دلالةٍ سياسية وأبعاد ونتائج لا يُستهان بها؛ سيكبر طفلٌ في عرابة بعد عشرة أعوام وسيسأل ماذا حدث ولماذا استشهد علاء نصّار؟ إذا قلنا له كان هناك هبة تضامناً مع القدس في شهر أكتوبر والشرطة قامت باستعمال القوة المفرطة معنا لأننا عرب وقمنا برفع قضية ..ألخ، عندها ستكون هذه قضية مجتمع مدني وحقوق ومواطنة. أما لو أجبناه بأنّ عرابة شاركت في انتفاضة القدس وسقط عندنا شهداء أبطال على أيدي الأحتلال مثلما سقط الشهداء في كل فلسطين، ستختلف الأمور. وها أنت ذا تشهد ميلاد ثائر من دون أن تعي.
شهداؤنا الثلاثة عشر: إغفروا لنا فصلكم عن أحبتكم ورفاقكم الآلاف الباقية. سنأَبَنكم كما يليق بكم، كلٌ في منطقته وهذا عدل، ولكن لن تكونوا شهداء هبّة ولا ضحايا عنصرية أحد. لقد قتلكم الاحتلال قاصداً حتى لا تنتشر عدوى العزة والكرامة منكم إلى الخانعين. لم يقتلكم شرطيّ سيرٍ أطلق النار خطأً. أنتم مقاتلون من أجل الحرية و شهداء انتفاضة شعبكم كاملاً، لسنا بحاجة للجان التحقيق فنحن نعرف يقيناً مَن ولماذا قتلكم. ونعرف أيضاً كيف نجعل دماءكم لعنة تلاحق القاتلين.
إلى جميع شهداء فلسطين في ذكرى إنتفاضة القدس: لكم المجد ومنّا الوفاء.
2 أكتوبر 2012
مش سيد عصام اذا كان في عندك مشكله مع الكاتب وكلشناته فبنصحك ما تقراها لانه ولا ادور عليها لانه ولا يوم راح تعجبك اما اذا عندك مشكله شخصيه مع الكاتب فما بدي انصحك انك تشوفه واذا عندك كلشنات احسن ومقالات اروع بتحكي عن هموم المواطنين خلينا نقراها حتى لو كانت خواطر بدي احطلك لايك لانه شكلك حساس وبتتحسس من الي حواليك .
2 أكتوبر 2010
اجمل شيء بالحوارات لما تكون عن مواضيع فعلا جدية ، وفعلا الاراء ممكن تختلط ، لكن دائما في فرق بين الاراء والحقائق ، مهم جدا تعريف او تمييز الحقيقة من الرأي ،
ولما ولد بعرابة سيسال عن موت علاء نصار ويجيبوه انه كانت هبة شعبية,,, الخ . ممكن يميز الحدث اكثر ويدرك ابعاده اكثر ، لانه ادراك هيك حدث مربوط بالنتيجة اكثر من ارتباطه بالسبب .
اتهام من سمى الهبة ب ” هبة ” باستعمالها ” ترمب سياسي ” ما الش علاقة بالواقع ، لانه تسميتها بالذات بهاد الاسم ، بطفي رونق وطني مختلف وتخليد جانب هام من الانتفاضة .
2 أكتوبر 2010
سيد حسن،ان تسمى احداث اكتوبر “انتفاضة” فيه من الرومنسية ما يكفي لان تكون شاعرا,كنت اتمنى ان تتراكم الهبة لتصبح انتفاضة ولكن كلمة انتفاضة المولودة حديثا تحمل في ثناياها شيئا من التنظيم والمتابعة وهذا ما لم يكن في هية اكتوبر وما لا يمنع ايضا ان تكون الهبة جزء من انتفاضة الشعب الفلسطيني.
عزيزي حسن ان لم تقرأ التعليق جيدا انصحك مجددا بقراءته الكليشيهات الرخيصه هي العناوين التي يختارها الكاتب مرارا في “مقالاته”
2 أكتوبر 2010
سيد عصام، إن ما تسميه بهبة أكتور كان جزءًا من الانتفاضة، وإن قصر مدة الأحداث في الداخل (التي كانت قصيرة بطبيعة الحال بسبب وقوعنا المباشر والمطلق تحت الاحتلال) قصرها لا ينزلها من مرتبة انتفاضة، ألم ننتفض وندافع ويموت منا الشباب والرجال بسبب نفس القضية ونفس الانتفاضة، تمامًا كما حصل في الضفة وغزة؟! إن معيارك في قياس الأمور غير متزن وسطحي للغاية، ومن المؤسف أن تنشد الوقوع في منزلق التسميات التي يرغب بها المحتل رغم أم المقال وضح هذا الخطر بشكل رائع (ولم يكن كليشيه البتة).
1 أكتوبر 2010
على الرغم من علمي المسبق بان التعليقات هي ملك حصري لكاتبيها الا انني لااجد اي مبرر للاستعراضات اللغويه التي يحاول البعض استخدمها فستحضار بعض المفردات لايدلل بالضروره عن عمق التعليق وانا هنا لاافهم مالذي يقصده السيد عصام وما الذي يريد الوصول اليه وللامانه لم افهم ما اراد قوله حيث انني لم اجد كلمات ابلغ من كلماته التي استخدمها في التعليق للرد على تعليقه ولكم ان تحكمو
1 أكتوبر 2010
شكرا لك على مجهودك وحرصك على “طرح” مواضيع مهمة لها علاقة بالذاكرة الجماعية للشعب العربي الفلسطيني.
اليك بعض النقاط التي شدت انتباهي خلال مروري على بعض مما كتبت:
1.لاضير بان يختارالكاتب عنوان جذاب “لمقالة” كتبها، ولكن المشكلة تكمن بالعكس ،بأن يختار الكاتب العنوان الجذاب ثم يتعثر باللغة ويتخبط بالافكار الى ان ينتج عن ذلك “مقاله” (يسلك حالة فيها هالاسبوع),مرة اخرى انا لا انكر اهميه العنوان ،لكني ارفض ان يصبح اشبه بكلشيه بالصحافة الصفراء.
2.هنالك اعادات لا لازم لها والمقصود هنا اعادات نصيه، واعادات لبديهيات ساذجة وهذا سببه ان “الكليشيه” وجد ثم وجد النص.
3.انا افهم رغبتك الحقيقة بجمع الانتفاضه وهبة اكتوبر تحت مسمى واحد الا ان هبة اكتوبر لم تكن الا هبه ولم ترقى لان تسمى انتفاضة وهي ليست كذلك! هي لم تكن الا “هبة” غضب ليس الا وهذا لا يمنع ان يسمى الشهداء شهداء و فلسطينيي ال48 فلسطينين.
1 أكتوبر 2010
لقد عشناها “هبة أكتوبر” ونتذكرها “هبة أكتوبر”، شئنا أم أبينا هكذا رسخت في أذهاننا وهكذا سنورثها للجيل القادم، هبة شعبية باسلة وجزء لا يتجزأ من الإنتفاضة الثانية.
وأن نسميها هبة هذا لا ينتقص من قيمتها ولا يحولها لحدث من أجل حقوق مدنية، لكن شئنا أم أبينا لم يكن هناك مفر من لجنة تحقيق ومن المطالبة بمحاكمة الجناة، لكننا لم نفعل ذلك لأننا غير واعيين وغير مدركين ولأننا نعبث بدماء شهداءنا.
كتاباتك جميلة، لكن واضح من آخر مقالين لك أنك لا تعيش هنا في الداخل لذلك تختلط عليك الأمور أحياناً..وتخبص قليلاً في الكتابات.
اللغة الجميلة،إستحضار أمثلة حية وكتابة عنوان رنان هي أشياء غير كافية لتصبح الكتابة جيدة، أو جيدة جداً.
تحياتي
1 أكتوبر 2010
انا اوافقك الراي ان المسميات هي ذات مدلول سياسي ويزعجني بل يجرحني في الصميم كل التلاعب في اللغة, وهذه احدى مشاكلنا الاساسية, حيث ان اللغة هي جزء من هويتنا وقضيتنا وعلينا الانتباه لذلك.
اعجبني المقال, استمر في الكتابة, فمن اجل ذلك وجدت الكتابة…
1 أكتوبر 2010
ان اعادةانتاج الوعي الجمعي للتجمعات الفلسطينيه بحاجه لتوحيد الخطاب والمفردات حيث تعتبر اللغة والثقافه واحده من اهم مكونات الهويه وفي حال غيبها تصبح مسالة اختفاء الفلسطينيين كشعب هي مسالة وقت لذلك فان القضية التي تناولها الكاتب في هذه المقاله غايه في الاهميه اذا ما كان لنا مصلحه بالبقاء كشعب واحد يعطيك العافيه.
30 سبتمبر 2010
مقال جيد عبرععما يسكن افكاري منذ زمن بعيد لكن اخي الكاتب برايي لم تكن موفق باختيار العنوان ان كل شهيد يسقط في فلسطين لهو شهيد هذا الوطن سواء كان في حيفا او نابلس اوغزه واحياء ذكرى انتفاضة القدس والاقصى مهم جدا لكن لكل شعب يوم يكرم به شهداءه يسمى بيوم الشهيد اين نحن فلسطنيي الداخل من هذا اليوم اين لجنة المتابعه والاحزاب العربيه من هذا اليوم لماذا لا نتنظم لنذكرهم معا ولو بوقفة حداد قصيره. يحزنني جدا تعظيم ثلاثة عشر شهيدا ومرور السابع من كانون الاول مر الكرام وهو اليوم الذي يجب ان يكون فيه الحدث الجلل لكل شهداءنا في كل فلسطين
30 سبتمبر 2010
أولا مقال رائع ومعبر في وقت نحن بأمس الحاجة فيه الى تعديل خطواتنا التي قد تجرنا الى السقوط في كمين الاحتلال
الى العزيزة صمود الكاتب اضطر الى ان يقول 13 شهيد حتى يفهم الخانعين الذين تحدث عنهم في الاعلى أن خطوط الاحتلال وتقسيماته التي تمكنت من تفريق هذا الشعب الواحد لن تنجج في تفريق دماء الشرفاء في نابلس وعرابة والقدس .
الى كل الخانعين الذين زوروا تاريخ الشهداء والثورة حتى يحفظوا مقاعد السلطة والبرلمان نقول لهم ان مزبلة التاريخ حتماً في انتظارهم
30 سبتمبر 2010
مفهوم انه وبغض النظر عن المسميات انه الحديث يدور على ساحة قتال واحدة ، ما قدرتش افهم لوين المقال راح يوصل ؟
لانه المقال نفسه بعترف بتسمية”13 شهيد ” الا هني جزء من انتفاضة الاقصى -طبعاً – وانتفاضة الاقصى شملت اكثر بكثير من 13 شهيد – فقط من اجل التذكير –
كونك عم بتستعمل 13 شهيد من جهة ومن جهة تسال عن سبب تسمية ” هبة اكتوبر ” وهي طبعا بالمرة ما بتلغي انتفاضة الاقصى انما هاد المصطلح ” هبة اكتوبر ” مهم جدا في تاريخ العرب الفلسطينين مواطنين دولة “صهيون ” لانه كانت “هبة ” رد فعل تلقائي غير منظم.
اسقاط الهبة هو نفسه اسقاط 13 شهيد .