في اليوم الذي اسمه أحبك!/ رجاء ناطور
كَما لا يُمكنُ صُنْع/ قَهوة بماءِ الغُربة/ لا يَسَعُني جَسدكَ لأذكر/ حَزمتُ الجهاتَ كُلّها.. كلّها/ إلّا جهة الحنين../ أفلتت مني..
>
|رجاء ناطور|
لَو أن للحُلم مُسَّودَة
لَكانت بَقتيكَ المكانَ الوحيد دونَ رَصاصة
وكانت بَقيتي قَريبة مِنَ الله ومِن جَهنم
تعالَ.. تعال أُعَلمْكَ
فأنا أدْرى بالتفاحةِ حَتى مِنَ الشيطانِ
قَضمتُها قبل أن تُكلِّم أحدًا!
لا ضَيرَ..لا ضير بامرأةٍ هَزّها الماءُ
لا تَشبعُ لا من الشمسِ ولا من التبغِ
…
عشرون بحرًا ركبتَ
لتستديرَ المَوانئُ على شفتيكَ لنَظرةٍ مفتوحَةِ الساقينِ
بينما كنتَ مُنْشغِلا بِصَرخةِ هل أحببتك؟
كان القمر ينفُض البلابلَ عن كتفهِ ويبقي الحربَ تعويذةً!
وأنا… أنا أحزمُ البحرَ والحربَ في عمرٍ واحد!
…
كُلها حَرب.. أقول
كُلها وخزةُ وتغيب
لكلِ بُندقية مَرتها الأولى حين تسهو الحياة.. الله والملائكة
ولكلِّ مدينة مَرَّتُها الأولى مع الخيلِ والبنادقِ
.
في اليوم الذي أسمّيهِ “سأظلُ أحبّك!”
أقول أنا وأنت.. أنا وأنت
حتى تتجمّد النار في آخرِ الأرض
وتكون كلمةُ أحبك غارةَ جويةَ تَصحو منها الحجارة!
…
في اليوم الذي أسميهِ أمهات يثبتن أزرار المعاطفِ ودمعَ المنافي
ما زِلتُ مُغْرمَة بِنفسِ الأشياءِ:
الماضي الذي لا يَكتَمل
الرِجال الجالسينِ على الشرفاتِ
القادرينَ على تَحَمُّلِ المغيبِ كَبحر
يُعَرون الطُّرق والنساء
مِن قِصص أسرة ٍ تَنتحر تحت عَجلات قِطار
مغرمة أنا.. بسيجارتي لأنها أبطأ من موتِ وردة
بالنسيانِ لأنهُ تأشيرةُ العُبورِ الناقِصَة
من الغُربةِ للغُربةِ
…
في الصباح الذي اسمه.. لَم أقبر الحربَ بعد
أتوجّع على مَقاس المنفي
أتسلقُ الجدران
لِتهدأَ الخيولُ الدائِخة
تحتَ جِلدي
كلّما نهض فيَّ حلم.. اتسعَ الذي رَحل
.
كَما لا يُمكنُ صُنْع
قَهوة بماءِ الغُربة
لا يَسَعُني جَسدكَ لأذكر
حَزمتُ الجهاتَ كُلّها.. كلّها
إلّا جهة الحنين.. أفلتت مني..
(يافا/ تموز 2015)