سرديّة غابة/ شيخة حليوى
الافتراسُ فكرة. الهروب فكرة. السرعة حظّ. القطيعُ فكرة ميّتة.
>
|شيخة حليوى|
تلهو الأشبال باحتمال ميلادها. وتترك مساحة خضراء للشكّ.
في الغابة الشكُّ رديف اليقين.
واللبؤة تحتضر ليوم آخر. احتضارها صيدٌ خائب، خطأ يتكاثر الذبابُ حولَه.
وشجرة العلّيق البائسة تنوح على طيورها الراحلة ويطرح النواحُ ألف بقاء.
الافتراسُ فكرة.
الهروب فكرة.
السرعة حظّ.
القطيعُ فكرة ميّتة.
الأرض الصفراء الراكضة الواسعة حاشية قصّة، والجيف النائمة متنٌ يتسلّق النهار.
متى تموت اللبؤة؟ سؤال الحواشي.
قد لا تموت. ليس كلّ مَن/ ما يحتضر يموت. إجاباتٌ شبه جاهزة.
العقبان تحطّ فوق لبؤة تحتضر. تنتفضُ الأسئلة، تحنُّ إلى دماء جديدة وأحزان جديدة.
لا جديد في غابة الأسود.
وللضباع نشيدٌ في الثلث الأخير من الليل:
“الضعيفُ يموت عند أرض المِرجل
الضعيف يموت عند أرض المِرجل
الحذر شرُّ فاحذره،
القدر شرّ فالزمه
الليل شرّ فاعشقه.
(في وضح النهار يصير للأنثى مثل حظّ الذكريْن.)
(في وضح النهار تتمرّد الفكرة وتموت.)
الأسطورة في غابة الأسود ميراث إشاعة إنسانيّة جدّا.
الإشاعة (الإنسانيّة جدّا) كانت تكفي لقتل المستذئب.
الجَمال كان يكفي لقتل الساحرة.
الخوف هنا يكفي ليقتلك.
الموت لا يكفي لقتل الغابة.
