ماذا يقولون لك؟/ مرزوق الحلبي
يقول لك الصديق من ليلكما الممتدِ
“صدّق عدوّك
وكذّب الباقين
واهدم فوق رؤوسهم كلّ العقائد!”ّ
.
|مرزوق الحلبي|
يقول لك العدوّ وهو متكئ على جرحك!
“لا طائل من التاريخ
ومن حروب الروايات
نحن هنا الآن،
ها أنا أبقيتك حيًّا
فكن واقعيا ولا تهدر الفرصة
ستكون سعيدًا إن أنت نسيت ماضيك قليلا
وأحببتني كثيرا”
.
2. يقول لك العاجز من ذُرى العقيدة البائدة:
“انتصارنا حتمية التاريخ الذي يسير إلى ذروتنا،
والماضي هو الحاضر والغد
واقعنا مستعار
وعدونا طارئ، أو بيت عنكبوت
سأقطع نسله وأهدم الهيكل فوق رأسه.
صلاح الدين،
في سهل حطين ينتظر الإشارة
وننتظره…
لسنا بحاجة لمشروع إرادي
انتصارنا بديهةٌ بعد قرنين أو ثلاثة”
.
يقول لك النذلُ الواقف في ظلّ نذالته
سآكل شعبي أولا
سأمحو سوق حلب
لأني أمقت تأويل قصائدَ المتنبي
سأهدم كل جدار شغوف بالجرافيتي
سأقتل المواليد لأنّ أحدهم سيخلفني
وأمزّق الشبكات
كي لا تعجّ بالمحبين وتغذّي الخيال
وأكمنُ بعدها للعدوّ،
في الزمان والمكان المناسبين!”
.
يقول لك المُنافق المتقمّص غيرَه
“العدوّ أفضل منّا لنا،
يُقيم للإنسان وزنًا واعتبارا
يحفظ الودّ، والعهد.
فلي مثلا، حقُّ الإقامةِ في لغته
وافر الحرّية في رحابها
آكل فيها
وآكل منها
وأحكي بها ما أريد
وأبقى حيا!”
.
يقول لك المؤمنُ من عتمة المحرابِ
“انتصر العدوُّ علينا
وعلى تاريخنا المذبوح مثل دجاجة.
مشيئة الله أن نفقد الفردوس في ليلة
وأن نشقى في بلاد العُرب
وأن نستحقّ المنافي.
له طيّبات الأرض
ونجمة في السماء
وله ناصية الوقتِ حتى قيام الساعة
فكن مؤمنا وسلّم
وسبّح بحمد الله
أنك حيّ!”
.
يقول لك الصديق من ليلكما الممتدِ
“صدّق عدوّك
وكذّب الباقين
واهدم فوق رؤوسهم كلّ العقائد!”ّ
(أيار 2014)
5 أكتوبر 2014
هدموا حلب و بدلوا صورة المتنبي. وضعوا له ذيلا أوديبيا مثل إبليس. و استبدلوا عمامة الشعر و سيف النخوة و البلاغة بخوذة من حديد حاقد و سيف غير مسنون لكنه يشرب الدماء كأنه دراكولا معاصر.قصيدة مؤلمة كما هي شوارع و أوابد حلب اليوم. كما هي مئذنة جامعها الأموي..