بِرسونا/ تمارا ناصر
على أيّ نار وضعت غلاية القهوة؟ أكانت شديدة منذ البداية؟ هل أخذت تنطفئ بالتدريج؟ أم أنك وضعتِها على نار هادئة فأخذت بالتصاعد؟ أتخيّلها تغلي وتغلي وتغلي ثم تفور فتلطخ الدنيا سوادًا..
>
|تمارا ناصر|
لن أثقل كاهلك اليوم. أصحوت باكرًا؟ لن أسأل. في أيّ ساعة من ليلة الامس غططتِ في النوم؟ ماذا عن طقوسك الصباحيّة؟ هل قمت بها كاملة وبالتمام؟ أتخيّلك تسيرين ببطء نحو المرحاض دون التفكير في أحوالنا.. أتخيّل احمرار وجهك وانقباض عضلاتك وأنت تشدّين على نفسك كي تتغوّطي.. أتخيّل فشلك في المحاولة الأولى.. والتكرار.. يحمرّ ويصفرّ وجهك وتشدّين عضلات ما في الأسفل؛ اكتشفتِها بنفسِكِ مؤخرًا.. دون مساعدتي..
لن أثقل كاهلك ولكن.. هل استحممت صباحًا؟ أو ليلة الأمس؟ ربما استحممت في المرتين؟ ما حاجتك لحماميْن؟ أتخيّلك تخلعين ملابسك لتدخلي البانيو دون التفكير في أحوالنا.. أتخيّل ما قد مرّ في خاطرك عندما علّقتِ عنق الدوش في الأعلى.. هل استمرّت خاطرتك هذه مع تساقط شلالات الماء؟ أو أنك عندها توقفت كليا عن التفكير؟ أتخيّلك تفكّين عنق الدوش ثم تعدّلين من حرارة المياه دون أن تمرّ فكرة معيّنة في رأسك. أتخيّلك تدورين حول نفسك، تبحثين عن الشامبو، فيجدك.. منتظرًا، متلهفًا، متعرقًا.. تمدين يدك، تقبضين عليه.. تعتصرينه فينثر لك نفسه في كلّ مكان.. من رأسك إلى أخمصك…
لن أنغّص عليك إنما أتساءل، فقط لدواع إدراكيّة.. هل صنعت القهوة عارية؟ أم أنك ارتميت داخل قميص فضفاض وفقط بعدها…؟ هل خطر لك شيء في هذه المرحلة عن أحوالنا؟ أم أنّ العضلات السفلى الجديدة ما زالت تنبض؟ أتخيّلك تصنعين القهوة دون مرور أيّ فكرة في رأسك… على أيّ نار وضعت غلاية القهوة؟ أكانت شديدة منذ البداية؟ هل أخذت تنطفئ بالتدريج؟ أم أنك وضعتِها على نار هادئة فأخذت بالتصاعد؟ أتخيّلها تغلي وتغلي وتغلي ثم تفور فتلطخ الدنيا سوادًا.. كيف بإمكانك عندها التفكير في أحوالنا؟ كم موجع هذا.. أحاول تخيل غليانا متعقلا لكي لا أفقد صوابنا…
لن أنغّص علينا عيشتنا، سوف نلتحم سوية بعد قليل.. تشربين القهوة، تحرقين جوفنا.. ألقيها في الثلاجة.. ثم نسقِط القميص الفضفاض عنّا اذا ما كنا ارتديناه، ونقف أمام المرآة. أنظر إليك وتنظرين إليّ، ودون أن تعبرنا فكرة معيّنة ودون أن نتساءل عن أحوالنا، نتصافح ونبتسم ابتسامة تلو الأخرى، لتصطفّ سلسلة بشرية من الابتسامات تنتظر حتى يحين موعدها.. نتلقّف بلوزة كانت تتطاير في فضاء الغرفة، نرميها على جسدنا.. أنت جهة وأنا الأخرى.. ثم نقترب بالقفزة من بنطلون كاسترو ذلك الملقى أرضًا والمكرّر إلى ما لا نهاية من المرات.. نتسلّل داخله.. نستدير ونخرج معًا من الغرفة إلى الخارج عرجاويْن.. تسير بمحاذاتنا جميع الأفكار، فننفصل…
23 أغسطس 2014
اقحمني النص بالولوج اللى برسونتك في مكان راكد عديم الحركة لكن مليئ بعدم الاستقرار والسوداوية. نص رائع
4 أغسطس 2014
عرجاوين على وزن بيضاوين ما هيك؟