في ذكراه الـ33.. رثاء “رامي” لأم كلثوم وقصائد بخط يده
كانت “الصب تفضحه عيونه” أولى الأغنيات التي كتبها رامي لأم كلثوم، وظل خمسين عامًا محتفظًا بصورة لها في غرفة نومه، بعد قبول زوجته التي تفهمت نوع العلاقة بين المبدع ومصدر إلهامه.
| عبد الله غنيم |
في حوار قديم مع “توحيد” ابن الشاعر أحمد رامي، قال إنه سأل أباه ذات مرة: “إن كان يحب أم كلثوم، لماذا لم يتزوجها؟”، ليرد رامي على توحيد: “لو تزوجتها سيكون الزواج سببًا في اعتزالها الغناء؛ لأننى رجل شرقي ولن أسمح لها بالغناء، ولم أكن أستطيع أن أقول فيها: “سهران لوحدي أناجي طيفك الساري”، وهى بجانبي فى بيت واحد”، هذا ما نسميه الشغف، شعلة الإبداع التي إن انطفأت تساوى القُرب والبُعد، الشغف الذي دفع “رامي” لكتابة “لا يوم وصالك هناني، ولا هجر منك بكاني، يا طول عذابي وحرماني”.
القابض على الشغف كالقابض على الجمر، اختار “رامي” أن يقبض الجمر؛ ليترك للناس كنزًا من أغنيات الحُب يحيا عليه المحبون في الليالي الطويلة، اختار أن يخضع لحالة مزج بين العذاب والنعيم، شريعة العُشاق في عذابهم وهنائهم التي أنتجت “أنت النعيم والهنا وأنت العذاب والضنى، والعمر إيه غير دول، إن فات على حبنا سنة وراها سنة، حبك شباب على طول”.
كالعراف الذي يكتب نبؤة ويصدقها، منح الحب لـ”رامي” الشباب الدائم، حتى وإن شاخت ملامحه، إلا أن القلب ظل شابًا حتى ماتت أم كلثوم وكتب رثاءً نعرضه بصوت “رامي” الباكي، قبل أن يعتزل الشعر و يلاقي ربه في 5 يونيو عام 1981.
كانت “الصب تفضحه عيونه” أولى الأغنيات التي كتبها رامي لأم كلثوم، وظل خمسين عامًا محتفظًا بصورة لها في غرفة نومه، بعد قبول زوجته التي تفهمت نوع العلاقة بين المبدع ومصدر إلهامه، وكانت آخر أغنياته لها، “يا مسهرني” التي بدأها بلوم أم كلثوم “ماخطرتش على بالك يوم تسأل عني” ليصنع رصيدًا يقارب 120 أغنية لأم كلثوم، ليكون صاحب الرصيد الأكبر في الكتابة لأم كلثوم، حتى في الأغاني الوطنية وهو الشاعر الرومانسي، فغنت أم كلثوم من كلماته “مصر التي في خاطري”.