إطلاق “عمل فني”: مشروع جديد يبتكر حلولاً لتحسين عمل القطاع الثقافي الفلسطينيّ
برغوثي: هذا المشروع صُمّم خصيصًا بحسب احتياجات ومتطلّبات العاملين في قطاع الثقافة الفلسطينيّة في مناطق الـ48، آخذًا بعين الاعتبار الخصوصيّة السياسيّة المعقّدة والواقع الذي يحاول الفلسطينيون من خلاله ممارسة وتطوير ونشر الثقافة الفلسطينيّة
|خدمة إخبارية|
أقامت جمعيّة الثقافة العربيّة وجمعيّة المشغل وجمعيّة إطار، الخميس 29 أيار، في مسرح الميدان في حيفا، حفل إطلاق مشروع “عمل فنّي”، وهو مشروع فنّي ثقافي يهدف إلى تحسين ظروف العمل في قطاع الثقافة الفلسطينيّة وبدعم من الاتحاد الأوروبي لثلاث سنوات. شارك في حفل إطلاق المشروع العشرات من الفنانين والفنانات من مختلف قطاعات الثقافة الفلسطينية، وتمّ كشف واستعراض المشروع ومشاركة الجمهور بتفاصيله.
اُفتتح الحفل بكلمة ألقاها إياد برغوثي، القائم بأعمال مدير جمعيّة الثقافة العربيّة، مرحّبًا بالجمهور وداعيًا إيّاه لأخذ دور فعّال في إنجاح هذا المشروع الذي صُمّم خصيصًا بحسب احتياجات ومتطلّبات العاملين في قطاع الثقافة الفلسطينيّة في مناطق الـ48، آخذًا بعين الاعتبار الخصوصيّة السياسيّة المعقّدة والواقع الذي يحاول الفلسطينيون من خلاله ممارسة وتطوير ونشر الثقافة الفلسطينيّة. ودعا جمهور الفنانين لزيارة المكاتب الجديدة لجمعيّة الثقافة العربيّة ومشروع “عمل فنّي” في حيفا، وأكّد على أنّ أبواب المشروع والجمعيّات الشريكة فيه مفتوحة دائمًا لرعاية المبادرات والاقتراحات المختلفة.
تلت الكلمة الترحيبيّة وقفة موسيقيّة قصيرة قدّمها الفنانان حبيب شحادة حنّا، مدير المشغل، عزفًا على العود، وميرا عازر، مديرة إطار، على الكمان، حيث قدّما معزوفة “عطر الغجريّة”. ثم استعرضت منى أبو بكر، مديرة مشروع “عمل فنّي”، كافّة مركّبات المشروع، وأكّدت على أنّ النشاطات والفعاليّات التي ستنفّذ من خلال مشروع “عمل فنّي” تطمح لتطوير بُنى تحتيّة ثقافية تحفّز الحراك في مشهد الثقافة الفلسطينيّة وتدعّمه، طموحًا في الارتقاء بالثقافة والفنون الفلسطينية وتسهيل الظروف اللوجستية والتسويقية والإعلامية والتجارية التي يضطر الفنانون الفلسطينيون على العمل من خلالها.
ويشمل مشروع “عمل فنّي” النشاطات التالية:
جولات عروض للموسيقيين وفرص عمل بالفنون الأدائية
تقوم الجمعيّات الشريكة من خلال مشروع “عمل فنّي” بإنشاء وكالة تمثيل عربيّة مستقلّة، تعدّ الأولى والوحيدة من نوعها في البلاد، والتي ستقوم بالتعاقد مع فنانين فلسطينيين من عدّة مجالات، وخصوصًا ممثلين في مجالات المسرح والسينما وفنانين من مجالات الرقص والموسيقى، لتمثيل الفنانين وأيضًا الإنتاجات والمشاريع الفنيّة أمام شركات إنتاج ومهرجانات ونشاطات ومؤسّسات محليّة وعالمية، لمأسسة وتحسين احتراف الفنون الأدائية وفنون المسرح على أنواعها، وإيجاد فرص عمل جديدة. ستهتم الوكالة ببناء وتحسين الظهور الإعلامي للفنانين المتعاقدين معها وبناء الملفات الإعلامية والتقنيّة الخاصّة بهم وبمشاريعهم، والاهتمام بالعقود والجوانب القانونيّة المتعلقة بحقوق الفنانين وظروف عملهم وحقوق الملكية الفكريّة، وفي مجال الموسيقى ستهتم الوكالة بتمثيل الموسيقيين والفرق الموسيقية لتنظيم عروض وجولات فنية محلية وعالمية، وستركّز الوكالة على التواصل العربي- العربي بشكل خاص عن طريق بناء شراكات واتفاقيات استراتيجيّة بين الوكالة وبين شركات إنتاج وأجسام ثقافية في العالم العربي.
متجر يتجاوز الحدود الجغرافية
يعمل طاقم الإعلام والتسويق في مشروع “عمل فنّي” على إطلاق موقع إلكتروني عصري يستهدف جماهير وأسواقًا عربيّة وأجنبيّة جديدة بناءً على خطة إعلامية تسويقيّة وتجارية تضمن اختراق الحدود الجغرافية والمحدوديات السياسية. وسيوفّر الموقع الإلكتروني منصّة مهنيّة للفنانين والفنانات المنتجين تهتمّ بالجانب التسويقي والإعلامي واللوجستي لبيع منتجاتهم الفنيّة، كي تُتاح أمام الفنانين الإمكانية للتفرّغ للإنتاج الفنّي وليس التفرّغ للتسويق، ممّا يساهم في زيادة فرص العمل والدخل للفنانين من أعمالهم وإنتاجاتهم الفنيّة.
تدريبات متخصّصة
يبلغ عدد التدريبات التي ستقدم من خلال المشروع 19 تدريبًا في مجالات مختلفة بهدف إقامة وحدة تدريب متخصصة تستهدف العاملين في قطاع الثقافة والفنون الفلسطينيّة، حيث تنقسم التدريبات إلى ثلاث فئات مختلفة: ستقدّم ثلاثة تدريبات إدارية فنيّة رئيسية في إدارة وتسويق المشاريع الفنية وتجنيد الأموال لها، إذ ستستهدف هذه التدريبات مشاركين من كل مجالات الثقافة، وستقدّم ثلاث مرّات في ثلاث مناطق جغرافية هي الناصرة والمثلث، حيفا والرملة، بهدف تسهيل إيصال المعلومات إلى أكبر شريحة من المستفيدين. أمّا في مجال تدريب المدربّين، فستقدّم أربعة تدريبات لتأهيل الفنانين للتدريب في مجالات فنيّة مختلفة، بهدف فتح إمكانيات جديدة أمامهم للاعتياش من تخصصاتهم الفنية عدا عن الانتاج الفني. ستكون تدريبات المدربين في مجالات التصوير والموسيقى والخزف والأشغال اليدوية. وأخيرًا ستقدم تدريبات مهنية تخصصيّة تهدف لبناء القدرات للفنانين والعاملين في قطاع الثقافة في مواضيع ومجالات يوجد فيها نقص نسبي في المتخصصين والمهنيين. تشمل هذه التدريبات دورات في كتابة السيناريو، وتأهيل أمناء وقيّمي معارض، وأسس وتقنيّات هندسة الصوت، والخط العربي، والتحريك (Animation) لمصمّمي الغرافيكس، وأخيرًا دورة في النشر والتوزيع الأدبي أونلاين.
التشبيك أساس النجاح
يستند نجاح كل فعاليات ونشاطات والأجسام الإدارية في مشروع “عمل فنّي” على التشبيك المحلي والعالمي والربط بين أقسام المشروع، كالوكالة والموقع وبيع المنتجات الثقافية ووحدة التدريبات مع شبكات وشركات ومؤسسات وأشخاص يوفرون فرص العمل والدعم المادي. في هذا الإطار، سيتم بناء برمجيّة محوسبة لبناء قاعدة معلومات واسعة ومتطوّرة تشمل كل المعلومات وجهات الاتصال التي سيتم جمعها من خلال المشروع، كما سيتم التواصل محليًا مع القطاع الخاص العربي لإقامة لوبي اقتصادي ثقافي يرعى الثقافة والفنون الفلسطينيّة ويدعمها ماليًا، بهدف ترسيخ مبدأ المسؤولية المجتمعية (Corporate Social Responsibility) للشركات والمبادرات العربية تجاه الجمهور العربي.
وبالفنون التشكيلية اهتمام خاص
سيتم التطرّق إلى مجال الفنون التشكيليّة من خلال مشروع “عمل فنّي” من عدّة مداخل، إذ أنّ الصعوبات الأساسيّة التي تواجه الفنانين التشكيليين الفلسطينيين هي شائكة ومعقّدة في ظلّ غياب صالات عرض عربيّة وقلة المعارض ودعم المشاريع العربية. لفهم الاحتياجات العينيّة للفنانين التشكيليين، بادرت إدارة المشروع إلى إقامة ملتقى حواري للفنانين التشكيليين، كما أنه سيتم العمل على تخصيص جائزة سنويّة للفن التشكيلي بدعم من القطاع الخاص ومن مبادرين عرب، كما ستكون هناك مساهمة في زيادة وتطوير المبادرات لمعارض وخلق فضاءات بديلة للعرض إلى حين افتتاح المركز الثقافيّ العربيّ في حيفا.
نحو إقامة المركز الثقافي العربي
بعد أن قامت جمعيّة الثّقافة العربيّة بشراء مبنى ما سُمي بـ”سيتي هول” في حيفا قبل سنتين بهدف تحويله إلى مركز ثقافي عربي متعدد المجالات، وإلى حين الانتهاء من ترميم المبنى وتجهيزه، سيكون آخر نشاطات مشروع “عمل فنّي” في السنة الثالثة من تنفيذه هو افتاح المركز الثقافي العربي، كون جمعيّة الثقافة العربيّة شريكة مركزيّة في تنفيذ هذا المشروع. سيكون المركز الثقافي العربي بمساحة 3,000 متر مربع، ليشمل مساحات لعرض الإنتاجات الفنيّة، حيث سيتم تجهيز قاعة عروض تشمل 500 كرسي، وجاليري، وغرف تدريبات، ووحدة إنتاج سمعي وبصري، ومكتبة ثقافية وفضاءات متعددة الأهداف، كما سيشمل مبنى المركز المكاتب الرئيسة لجمعيّة الثقافةالعربيّة ومكاتب أخرى لمؤسّسات وجمعيات ثقافية مختلفة.
وتدعو الجمعيّات الشريكة وطاقم المشروع كوادر الفنانين والمثقفين العرب للتواصل مع طاقم المشروع للاطلاع على تفاصيل الفعاليات والنشاطات، ولبناء مبادرات ثقافية وفنيّة تتوافق مع أهداف المشروع.
.
.