لأنثــى جميلةٍ رخيصةٍ في زمنِ الحرب / علي مصلح
الموتُ أكثرُ إبداعًا وحنكةً، أكثرُ قيمةً بأنْ
تموتَ بسرعةٍ دونَ ألم
أو تجدَ مَنْ يسمعُ آخرَ إرهاصاتِ روحِكَ
وأكثرُ قيمةً بأنْ تجدَ مَنْ يدفنُك
.
|علي مصلح|
في الحربِ ترتفعُ قيمةُ كلِّ شيء
.
- الحبُّ أجملُ منْ كلِّ وقت
أثمنُ قيمةً تحتَ حزنِ الياسمين
.
- حليبُ الأطفالِ ومحبّةُ أمّهاتِهِم
وثديُ الأمِّ أكثرُ معنًى عندَ الغلاء
.
- لحمُ الطّعامِ يصبحُ نادرًا
رغمَ أنّ الأشلاءَ تحتلُّ كلَّ شيء
.
- الخبزُ أسطورةُ الفقراءِ في الحربِ
مغمّسٌ بالدّماءِ والطّوابيرِ
ويصبحُ أعلى قيمةً و… ملل
.
- الصّلاةُ إلحاح، لحاجيّاتِ الرّحمةِ
ودخولِ المسجدِ والخروجِ سالمًا، بثمنِ الحياةِ أحيانًا.
.
- اللهُ يتذكّرُهُ الجميعُ ضارعينَ خاشعين
ففي الحربِ
يدفعُ البشرُ أرواحَهُمْ بأثمانٍ متعدّدة ..
مقابلَ صكوكِ الغفرانِ أو موتٍ نظيف
.
- الرّصاصةُ أكثرُ قيمةً لإنقاذِ روحٍ أو إزهاقِها
فسعرُ النّحاسِ المعشّقِ بالدّمِ
يعلو عندَ الاندماجِ في الجمجمة
.
- الموتُ أكثرُ إبداعًا وحنكةً، أكثرُ قيمةً بأنْ
تموتَ بسرعةٍ دونَ ألم
أو تجدَ مَنْ يسمعُ آخرَ إرهاصاتِ روحِكَ
وأكثرُ قيمةً بأنْ تجدَ مَنْ يدفنُك
.
- الهواءُ النّظيفُ يصبحُ مطلبًا وحلمًا لطفلٍ
في المناطقِ المنكوبةِ
كلُّ شيءٍ يعلو يصبحُ أكثرَ قيمةً في الحربِ
إلّا هذهِ الجميلة ..
.
امرأةٌ مفخّخةٌ بالقصيدةِ
أرخصُ منْ أيّ وقتٍ وأبخسُ منْ كلّ شيء
حتّى تغدو هباءً بلا مأوى
تتحسّسُ نهدَها، تضعُ الدّمعَ في عينِها
وتدّعي رهافةَ الحبِّ في المعنى
تدّعي الأمومةَ فتفسدُ الحليبَ
تفسدُ لحمَ الطّعامِ
تعجنُ الخبزَ بالعهرِ بينَ الطّوابيرِ
تكلّلُ نفسَها بالصّلاةِ لكنْ دونَ طهرٍ أو توضّؤ
تُطْلِقُ الرّصاصاتِ على المحرومين
حتّى الموت تفسدُ ما بِهِ منْ فتاتِ الجماليّات
تلوّثُ الهواءَ بعطرِها
وفي النّهايةِ تبتسمُ بدمعتِها
…
يا الله
كيفَ للحربِ أنْ تكشفَ معادنَ الأشياءِ
وتفسدَ امرأةٌ واحدةٌ قيمةَ الحربِ
وتنهي أسطورةَ النّساء
(شاعرٌ فلسطينيٌّ لاجئٌ في سوريا).
5 يونيو 2017
احب اشارىك جميع القصايد والمقالات