“ماسكًا ذيلَ كوكب”: جديد المغربيّ فؤاد شردودي الشّعريّ
يضم الديوان قصيدة طويلة تتألف من 35 مقطعًا، ينفتح كل مقطع على تأملات في اللامرئي، وعلى افتتان متجدد بالطبيعة ومجادل لها في الوقت نفسه، في تمددها وانكماشها.
صدرت مؤخرًا المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر والفنان التشكيلي المغربي فؤاد شردودي، والمعنونة بـ “ماسكًا ذيل كوكب”، عن منشورات “بيت الشعر” في المغرب؛ وهي تقع في 90 صفحة من الحجم المتوسط، بغلاف أنيق من تصميم الفنان عزيز أزغاي، ولوحة للفنان بشير أمل.
يحتفي هذا العمل الشعري بأسئلة الوجود والزمن، في انصهار جمالي مع الذات وتمازج شعري تشكيلي، وبرؤية تسعى إلى جعل اللغة ثائرة على نفسها وعلى تفاصيل الكائن وظلاله.
وفي المجموعة، نجد أن الشاعر يسعى للإمساك بحالات صوفية منفلتة، تتماهى واشتغاله البصري على الفضاء بأنسنته واعتباره محورًا للسؤال والتجربة.
فؤاد شردودي
يضم الديوان قصيدة طويلة تتألف من 35 مقطعًا، ينفتح كل مقطع على تأملات في اللامرئي، وعلى افتتان متجدد بالطبيعة ومجادل لها في الوقت نفسه، في تمددها وانكماشها.
ومما يجدر ذكره، أن فؤاد شردودي يزاوج بين الشعر والفن التشكيلي، وسبق له أن عرض أعماله الفنية بالمغرب ودول أخرى، وله مجموعتان شعريتان سابقتان، هما “السماء تغادر المحطة” (2008)، و”أنا غير مسخّر” (2013).
مقاطع من المجموعة الجديدة:
.
كنتُ أقابلُ صحونَ الفضاءِ
بصدر عارٍ
ورسومٍ غيرِ ملوَّنة
الآنَ صارَ العكسُ تمامًا
صرتُ كائنًا فضائيًّا
أصنعُ ألواني من غبارِ النّيازكِ الكبيرَة.
لا تسْحبِ الكرسيَّ من تحتِ قدميَّ
.
أيُّها الحبّ
إنّهم وضَعوا حولَ عنقي حبلًا منَ الذّكريات.
.
كيفَ أعشقُ امرأةً
لا تعْجبُها طريقةُ تربيتي للفرح؟
فقطْ تريدني بالقربِ منَ الحُفْرَةِ وساقايَ ممدودتانِ
إلى جانبِ الرَّافعة
أيُّ فرحٍ هذا الّذي بِكَبْسَةِ زرٍّ يُحوِّل جسدي
إلى تلفازٍ بالأبيضِ و الأسود
ويملؤُهُ بقنواتٍ
نِسَبُ مشاهدتِها لا تتعدّى الصِّفر؟
لهذا السّببِ أحتفظُ بالعيارِ الأخيرِ
لموعدِ احتفالي بالشّاعرِ الّذي سألتقيهِ في نهايةِ الشّارعِ
سأطلقُ العيارَ الأخيرَ في الصّمت
حالما أحسُّ بأنَّ الدّخانَ الّذي خرجَ منْ نافذتي
تحوّلَ إلى وشايةٍ في يدِهِ
وإلى فراخِ كوابيس مباركة.
