39 عاماً على رحيل #أم_كلثوم
من خلال هذا التقرير، قمنا برصد بعض التديونات التي كُتبت بصيغة الـ ستاتوس، تغريدة، تدوينة، مقال وتعليقات على روابط موسيقية تم مشاركتها، بالإضافة إلى صور ومواد مسجلة ومصورة لجنازة أم كلثوم في العام 1975.
| رشا حلوة |
في الثالث من شباط/ فبراير 2013، تزامنت الذكرى التاسعة والثلاثين لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم، وكما مناسبات عديدة، يختار مستخدمو مواقع التواصل الإجتماعي الإحتفاء بمناسبة أو ذكرى ما من خلال كتابة “ستاتوس” عبر موقع فيسبوك، “تغريدة” عبر موقع تويتر أو تدوينة عبر المدونة الإكترونية، بمرافقة روابط صوتية وبصرية. وبعد مرور 39 عاماً على رحيل ثومة، والاختلاف الكبير بالأزمنة؛ بين اليوم وبين العام 1975، إلا أن الست لا زالت حيّة، ليس فقط في تفاصيل حياة الجيل الذي انتظر أغنية جديدة لها في الخميس الأول من كلّ شهر، بل هي حاضرة اليوم مع جيل يهتم برفع حفلاتها وتوثيق هذه الأغاني عبر موقع “ساوند كلاود” و “يوتيوب”، ومع جيل لم يعتمد فقط على بثّ أغاني أم كلثوم عبر موجات الـ إف إم، إنما أنشأ لها راديو إنترنت يحمل الإسم “راديو الست“.
من خلال هذا التقرير، قمنا برصد بعض التديونات التي كُتبت بصيغة الـ ستاتوس، تغريدة، تدوينة، مقال وتعليقات على روابط موسيقية تم مشاركتها، بالإضافة إلى صور ومواد مسجلة ومصورة لجنازة أم كلثوم في العام 1975.
سيد محمود / كاتب وصحفي مصري
وفي ستاتوس آخر، كتب سيد محمود:“أم كلثوم مدام تحب بتنكر ليه.. تلحين القصبجي، هذه هي الأغنية التي صنعت مجد أم كلثوم وصعدت بها لتصبح كوكب الشرق، دي بقي الحداثة”.
أيمن عودة / محام وسياسي فلسطيني
٣ شباط، ذكرى وفاة أم كلثوم/
هل هي الصدفة أن تموت أم كلثوم وعبد الحليم وفريد الأطرش في منتصف السبعينيات، مباشرة قبل كامب ديفيد؟! سؤال رمزيّ، ولكني أؤكد علميًا أنه ليس صدفة انطلاق الفنّ العربي مع انطلاقة النهضة العربية في الشام الكبرى، وثورة عرابي وعصر التنوير في مصر نهاية القرن التاسع عشر. وقد نضب على أعتاب كامب ديفيد نهاية السبعينيات! وتأكيدًا لهذا الرأي وجدت في مقدمة ابن خلدون، تحت عنوان “في صناعة الغناء” أن الغناء الراقي فنٌ رقيق لدرجة أنه آخر ما يظهر في التطور الثقافي (أو العُمران بلغة ابن خلدون) وهو أول ما ينقطع عند الاختلال والتراجع للأمة!
وأم كلثوم هي المعلَم الثقافي الأبرز في الغناء العربي، هي التي انتشلت العملاقيْن محمد القصبجي وزكريا أحمد من الغناء الهابط، بعد تلحين الأوّل “بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة” وتلحين الثاني “إرخي الستارة” فقادتهما إلى عوالم الفنّ الأصيل، حتى لحّن الأول “ان كنت أسامح” وصولا إلى “رقّ الحبيب” وقد لحن الثاني “أهل الهوى يا ليل” و”الآهات” وغيرها من الدرر الخالدة.
أم كلثوم عرفت كيف ترقى بالذوق العام، وعرفت أن كلام الكتب الفصيح بعيد عن الناس، فجعلت أحمد رامي يلحّن العامية الراقية الأقرب إلى الشعر الفصيح، وانطلاقًا من “خايف يكون حبّك ليّ شفقة عليّ” واصل الثنائي أم كلثوم وأحمد رامي مسيرة خمسين عامًا، ستخلد أبدًا في الثقافة والموسيقى العربية.
أم كلثوم التي كانت تستلم كل يوم اثنين كتابًا جديدًا، وعادة ما يكون من أمهات الكتب ومن عيون الشعر العربي، وقد تلازم ذلك مع أدراكها أنها ارتقت بالذوق العام، فاتجهت نحو الفصحى، وغنّت لأحمد شوقي، حافظ إبراهيم، جورج جرداق، محمد إقبال، الهادي آدم، ناجي إبراهيم، نزار قباني وغيرهم، ومن عيون الشعر العربي حامت حول المتنبي وتوقفت بجانبه طويلا، ولكنّها لم تغنّ له! بل غنّت لغريمه أبي فراس الحمداني قصيدة “أراك عصيّ الدمع” لملحنيها الثلاثة: عبده الحمولي، زكريا أحمد والسنباطي! وغنّت كذلك لمعاصريه أمثال عمر الخيام، صفي الدين الحلي، ابن النبيه المصرى والشريف الرضي.
وأكثر من ذلك، أن أوّل ديوان استلمته من أحمد رامي كان ديوان المتنبي، وكلنا يعرف أن للمتنبي قصائد عظيمة تصلح للغناء، وقد غنّى له وديع الصافي، فيروز، صباح فخري وناظم الغزالي.. فلم حرمتنا أم كلثوم من قمّة القمم بلقاء شاعر العرب الأكبر وسيدة الغناء العربي قاطبة؟!
يقول الخبيثون أن أم كلثوم المصرية الصميمية ما كانت لتغنى لشاعر غير مصري قال في مصر والمصريين: “نامت نواطير مصر عن ثعالبها” وقال: “أغاية الدين أن تحفوا شواربكم/ يا أمة ضحكت من جهلها الأمم”.
ومن يلامس الوطنية المصرية الشعبية بالغة الحساسية من “الآخر” المنتقد لمصر، وليس فقط يهاجمها. قد يتفهم ما يقوله الخبيثون!
وليس أتفه ما قيل إن أم كلثوم بغنائها الساحر خدّرت المصريين والعرب، لا بل هي من أسباب هزيمة حزيران! وجوابي هو: هل كان العرب أسياد العالم قبل ولادة أم كلثوم أربعمئة سنة تحت الاحتلال العثماني، وهل حققوا انتصارًا يُذكر قبل ذلك الاحتلال بخمسمئة سنة؟! ولكن العكس صحيح وهو أن مسيرة أم كلثوم رافقت الانتصارات القليلة للعرب، وأبرزها تحرر الدول العربية من الاستعمار.
المسيرة الكلثومية هي ركن أصيل وجميل من مسيرة الثقافة العربية، وهي بلسم ومتنفّس في هذا العصر المثقل على صدر أهله.
أصدقكم القول إنني في هذه الأيام أعيش الناصرة بهمومها، وفي المساء شاركت في ندوة رائعة ضد التجنيد في قرية فسوطة الوادعة، وأغادر الآن أرض العراقيب البطلة، ولكن الواجب الثقافي يقتضي الوقوف قليلا في ذكرى وفاة هذه العبقرية، وأن أوجّه تحية وعهد لكل العاملين على الجبهة الثقافية والفنية في الجليل والمثلث والمرج والساحل والنقب، لأن مجتمعًا لا يحترم فنانيه هو مجتمع متخلف ومأزوم. وهذا هو النقيض لمجتمع الكرامة الوطنية والتقدّم الثقافي الذي نريده لشعبنا.
مصر النهارده متوحدة في حب #أم_كلثوم.
الذكرى 39على وفاة #كوكب_الشرق
#الحب_كله بدون نفاق أو مصالح.
#الست_بتجمعنا
رأفت آمنة جمال/ كاتب فلسطيني
ونستمرّ مع ذكرى مبدعين شكّلوا وجداننا، ولامسوا أفئدتنا. أمس حلّت الذّكرى السّابعة والثّلاثين لاستشهاد شاعر فلسطين طيب الذّكر راشد حسين.
واليوم الذّكرى التّاسعة والثّلاثين لغياب أسطورة هذا الشّرق، ولحنه الفريد الجميل السيّدة أم كلثوم.
#لا_ننسى_مَن_يسكنون_فينا
مايكل عادل/ شاعر مصري
في ذكرى رحيل الست أم كلثوم، ومقولة قالها الناس كلها ألا وهي “أنا ماكنتش بحب اسمعها إلا من فترة قريبة -كام سنة كده- وبقيت أسمعها بصفة دائمة وبتأثر في مزاجي العام بشكل كبير”.
الحقيقة إن ام كلثوم -وبدون فلسفة- هي حالة لا يمكن تصنيفها كمجرد مطربة شاطرة وصوتها حلو وواصلة وبتعرف تختار أعمالها وذكية وبتعرف تسوّق لنفسها.. لكن لو حابب تختصر أم كلثوم في حالتين محددين تقدر تسمع أغنية “أغداً ألقاك” وتركّز في كلمة “الموعدِ” والطريقة اللي بتقولها بيها، وتسمع أغنية “عوّدت عيني” وتركّز في آهاتها في مقطع “زرعت في ظل ودادي غصن الأمل وانت رويته”.
أما بالنسبة لي أم كلثوم هي أغنية “انتَ الحب” وبالتحديد جملة “وعمري ما اشكي من حبّك مهما غرامك لوّعني” وجملة “واسألُه إن غبت عنه يا حبيبي، يشتاق إليك قدّي أنا؟” والزهو والفخر اللي بتقول بيه الجملة دي وهي بتزايد على أي حد يحاول بس يشتاق لحبيبها. مع الأخذ في الاعتبار إن الكلام ده كان قصيدة كاتبها أحمد رامي يعبر لها عن حبه ليها اللي يختلف عن حب أي حد من اللي حواليها، وكان ردها عليه إنها أخدت القصيدة إدتها للأستاذ محمد عبد الوهاب يلحنها وهي تغنيها. وبس
وعظمة على عظمة يا ست.
السفير: 39 عاماً على رحيل أم كلثوم.. إمرأةٌ بهذه القوّة / سحر مندور
رثاء الشاعر أحمد رامي لكوكب الشرق أم كلثوم
“وبي من الشجو من تغريد ملهمتي
ما قد نسيت بهِ الدنيا وما فيها
وما ظننت وأحلامي تسامرني
أني سأسهر في ذكرى لياليها
يـا درة الفن يا أبهى لآلئه
سبـحان ربي بديع الكون باريها
مهـما أراد بياني أن يصـورها
لا يسـتطيع لها وصفاً وتشبيها”
إيناس خطيب/ فلسطين
في ذكرى رحيلها،
لم تبق صفة عظيمة لم تلصق بأم كلثوم – أنا سأصفها برفيقة دربي.
فأنا لا اتمتع برياضتي بدونها، ولا اتمتع بقراءتي بدونها، ولا أستطيع أن أدرس بدونها، ولا أحسن الكتابة بدونها. أسمعها وأشعر عند سماعي إياها وكأني لبست درعا واقيًا عازلًا. هي رفيقتي منذ زمن بعيد.
عبد الوهاب أحمد شوقى / سينمائي مصري مستقل
كنت بكره ام كلثوم جداً، جزء لإنحيازي وعبادتي لعبدالوهاب، يوم ما سمعت “إنت عمري” بصوت عبدالوهاب فى ذكراه في “إذاعة الأغاني في العام 2005 وأنا فى تانية ثانوي.. اقسمت إني مش هسمع أم كلثوم تاني.
حتى العام 2010 كنت بتناقش مع صديق.. كنت بتحدث من منطلق تقديسي للفن وهو كان محافظ دينياً فنقل لى حرفياً ما قاله المجحوم عبدالحميد كشك فيها:”إمرأة في الخامسة والستين من عمرها تقول خدني لحنانك خدني.. يا شيخة خدك ربنا”.
لحظتها فقط أشرقت شمسها بقلبي وأدركت إن أنا كنت حمار.
ست عندها 70 سنة وهي اللى بتقود موكب العشاق في العالم العربي حتى بعد موتها بعشرات السنوات!
ده إيه الجبروت ده يا ست!
ومن يومها بقيت بسمع أم كلثوم بقمة الخشوع احتراماً ليها..
من بين الخمسين سنة غناء.. بقف دايماً عند أغنية “حكم علينا الهوى”..
وقتها أم كلثوم كانت بلغت من العمر 75 عام وكانت فى المستشفى وخلاص يستحيل تغني تاني، أخدوها للاستوديو وهى متسندة، ووقفت قدام المايك تصول وتجول بتلك التحفة الرومانتيكية بمنتهى القوه والجمال علشان تسيبلنا شيء!
الحقيقة إن وقفة الست على المسرح، وراسها اللي لفوق دايماً، وصوتها الجهوري والكبرياء اللي ناضح منه حتى في أحلك اللحظات ضعفاً . بتمثلّي أجمل بورتريه عن مصر..
والست عند بسطاء الشعب في مقام السيدة مريم والسيدة زينب، بيستجيروا بيها ليل نهار وهي وَنَسهم وأنسهم وأمانهم والمُطّلع على أحوال قلوبهم وخير شافٍ لها!
من أجمل المشاهد اللي خرجت من هذه الأرض الطيبة مشهد جنازة أم كلثوم.. لقطات عشرات ومئات الالاف وهما بيجروا ورا الست كشعب يشيع نفسه.. وربما كانت أغلى عندهم من نفسهم!
أحمد ندا/ شاعر وصحافي مصري
عن صوت أم كلثوم وتاريخه الذي لم يتخلص بعد من الأيديولوجيا والنميمة، عن “صوتها” فقط، لا كلمات أغانيها ولا ألحانها، صوتها الذي يتشكل كل مرة حسب مزاجها الشخصي “الشخصي فحسب” على المسرح، وكأن وجود الجمهور محفز لمعرفة “الذات”، أم كلثوم “صوت” قليل الحظ، مع نقاد “النص” كمركز غالب على الجملة الموسيقية، ومع أصحاب قناعات جاهزة ظرف سياسي أو اقتصادي ساهم في ترقية صورة ثومة وحياتها، حتى ما يقال عن التغيرات الفسيولوجية التي صاحبت هذا “الصوت” عبر خمسة عقود أو ستة، وبين المشهور “والمعلوم بالضرورة” عنها في الخمسينيات والستينيات ومرحلة “التصالح على مضض” مع الجديد مع عبد الوهاب وبليغ، أو المرحلة الذهبية في الثلاثينيات والأربعينات، حيث لإمكانات صوتها حدودها الخيالية..أنا أحب “صوتها” و “صوتها” فقط في كل مراحله، لكن يخصني تحديدا: متى تحب هي صوتها فتتحرك فيه ومعه بحرية اللعب وحده، مساحتها الخاصة لتطريب نفسها..هنا مكمن لفتنة لا تنتهي.
يارا خواجة/ لبنان
فايد بدارنة / فلسطين
قصتي مع أم كلثوم بدأت..
سنة أولى جامعة، ذوقي الموسيقي يرفض أي انتاج موسيقي غير وطني؛ مارسيل خليفة، فرقة الطريق، أبو عرب، زياد الرحباني وأغاني الانطلاقات (ونستثني فيروز).. إلى أن وصلنا أنا وصديقي أبو السعدي للحلاقة بصالون الزهور في منطقة باب الخليل داخل البلدة القديمة – القدس، جلست على كرسي الحلاقة، وبين توظيب المريول على كتفي من قبل الحلاق وبين ترطيب الشعر، أتم الحلاق تشغيل كاسيت لأم كلثوم. كأس شاي أمامك. ولا مارسيل ولا زياد ولا أبو عرب في الوارد. الخيار الاخر للكاسيت الملقى أمامي “عش أنت” لفريد الاطرش. وبدأت أم كلثوم تملئ الصالون بالآهات. وأنا التفت لصديقي منبهرا ويبادلني الانبهار:” شووووووو هظاااااا؟؟؟ هاي مش بني آدمي؟؟؟ ولاااااو”. يقلب الحلاق محمد الكاسيت، وننتظر المزيد من هذه الساحرة، ننتهي من الحلاقة. ‘نها “فات الميعاد” يوضح الحلاق.. نغيب في السوق.. داخل البلد.. نصل باب خان الزيت نشتري كاسيتات أم كلثوم.. وبدأنا نستمع كمن اكتشف عالم جديد.. صرنا نستمع للكاسيتات وكأننا بحفلة لأم كلثوم.
حنان أبو رمضان/ مصر