فلسطين تكرّم المترجمين العالميين صبح وكانيادا وأبو علي وعلماني
ما قدم من هذه النخبة لم تقدمه مؤسسات كبيرة أو دور نشر، لا عربية ولا فلسطينية، تعمل أو تدعي العمل في الشأن الثقافي…
تابع الكاتب والمترجم الفلسطيني العالمي د. صالح علماني، لحظة تكريمه من الأردن الشقيق عبر شاشة التلفاز، فبكى فرحًا وألمًا.
وكان علماني صاحب المئة وكتاب في عالم الترجمة والثقافة والأدب، قد دعاه اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين وبيت الشعر للتكريم على رأس نخبة من الشعراء والمترجمين الفلسطينيين والإسبان، منهم الدكتور والبروفسور أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة مدريد المركزية، د. محمود صبح، ومدير مدرسة طليطلة للمترجمين، المستشرق الإسباني د. لويس ميغيل كانيادا، الحائز على “جائزة الحرمين الشريفين عبد الله ابن عبد العزيز آل سعود العالمية للترجمة “، إلى جوار المحاضر في التاريخ والجغرافيا والعادات الثقافية الدكتور الطبيب صلاح جمال أبو علي؛ إلا أن الإسرائيليين أعادوا علماني من الجسر قائلين: عُد من حيث أتيت! فصاح: اقتلوني ها هنا ولا أعود.
انطلقت أولى فعاليات هذا الحدث الذي جاء بعنوان “مهرجان الشعر وفضائه الإبداعي”، وبدعم من صندوق الاستثمار الفلسطيني، ورعاية إعلامية من صحيفة “الحدث”، أول أمس الاثنين، بتكريم الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين وبيت الشعر الفلسطيني، بالتعاون والتنسيق مع الكلية العصرية الجامعية، لهذه الكوكبة من كبار المترجمين والمبدعين الفلسطينيين والعالميين، ضمن احتفالية فلسطين للترجمة.
مراد السوداني: ما قدمه المترجمون المُكرّمون لم تقدمه مؤسسات ودور نشر
وأكد أمين عام اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين ورئيس بيت الشعر، الشاعر مراد السوادني، على أهمية هذا النشاط في مستويين، الأول لما قدمه هؤلاء من خدمة جليلة للثقافة الإنسانية عامة والفلسطينية خاصة في حقل الترجمة، منوها إلى أن ما قدم من هذه النخبة لم تقدمه مؤسسات كبيرة أو دور نشر، لا عربية ولا فلسطينية، تعمل أو تدعي العمل في الشأن الثقافي؛ والثاني على الصعيد الفلسطيني الذي لم ينتبه المشتغلون في الثقافة فيه لهذه الأسماء الوارفة في الأدب العربي والعالمي. في الوقت الذي تفتح الأبواب لأدعياء الفن والثقافة من قريب أو بعيد “لاستدخال” الهزيمة عبر مقولات شوهاء وكسيرة وناقصة.
وأضاف: المشهد الثقافي الإسباني لو خلا من د. محمود صبح وصالح علماني لكان ناقصًا، فكلاهما مؤسسة بمفرده، الأول ألف وترجم ما يزيد على ستين كتابا عن الإسبانية، وحصد العديد من الأوسمة والجوائز الإسبانية، والثاني ترجم عن الإسبانية مائة وكتابًا، وقد قصرت المؤسسات الثقافية العربية بحق هذين القطبين الكونيين؛ فكان لزامًا علينا أن نكرمهما باستدراك متأخر على ما قدماه للثقافة الفلسطينية والعربية والإسبانية من جهد وازن وعميم .أما لويس كانيادا، مدير مدرسة طليطلة للترجمة، فكان قنطرة للأدب العربي بنقله للأدب الإسباني، فترجم ما يزيد على 26 كتابا عن الأدب العربي قديمه وجديده، من المعري وليس انتهاء بمريد البرغوثي. وكان له الفضل في احتضان صالح علماني وتكريمه في مدرسة المترجمين باعتباره سادنا للترجمة عن الأدب الإسباني، وبدورنا نقول لكانيادا: ها هي فلسطين على كافة المستويات والأصعدة تقول لك شكرا وأنت تكرم وتحتضن أجمل أبنائها.
وبالنسبة لصلاح جمال أبو علي، فما قدمه من تعريف بقضيتنا الوطنية وكتبه الاستثنائية عن الهوية والإرث الفلسطيني وثابت البلاد، جعل منه اسمًا عاليًا يستحق التكريم .
ربط الثقافة الفلسطينية بثقافات الشعوب الأخرى
وأكد المتحدثون في الاحتفال الذي جرى في الكلية العصرية في رام الله، أن الترجمة هي من أهم مقومات الثقافة، خاصة أنها توصل رسائل مهمة عن شعبنا إلى دول العالم كافة، وتربط الثقافة الفلسطينية بثقافات الشعوب الأخرى.
من جهته، شدد الدكتور حسن عبد الله الذي أدار الفعالية على ضرورة تكريم كل المبدعين الذين أسهموا في دعم المسيرة الثقافية الفلسطينية على اختلاف أشكال إسهاماتهم، خاصة الذين ترجمت أعمالهم إلى لغات أخرى، ومن ترجم هذه اللغات إلينا، لنثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني جدير بالحياة والتحرر.
مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سعى منذ سنين طوال ولا يزال يسعى لطمس الهوية الثقافية الفلسطينية، وعكس صورة تقول إن الشعب الفلسطيني شعب لا يستحق الحياة.
بدوره، قال رئيس مجلس أمناء الكلية العصرية الجامعية سامر الشيوخي، إن الكلية دأبت على تكريم المبدعين والمثقفين وذوي الإسهامات البناءة على الساحة الفلسطينية، معتبرًا أن تكريم هذه الكوكبة هو تكريم للإبداع والإنجاز، وانحيازٌ للإيجابي.
وفي نهاية الحفل، جرى توزيع الدروع التكريمية على الأدباء المترجمين ضيوف فلسطين، الذين شكروا العصرية الجامعية واتحاد الكتاب على هذه اللفتة، مؤكدين على أنهم سيواصلون أعمالهم بما يخدم القضية الفلسطينية العادلة.
وحضر الاحتفال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود إسماعيل، ووكيل وزارة الثقافة موسى أبو غربية، ورئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين في أراضي الـ 48 الشاعر سامي مهنا، وحشد من المثقفين والشعراء والإعلاميين.
(عن الحدث).