ملاحظات كويرية على الخطابات الكويرية
|زوربا| إنه لمثير ومثلج للقلب، مراقبة بذور النقاش الد […]
ملاحظات كويرية على الخطابات الكويرية
|زوربا|
إنه لمثير ومثلج للقلب، مراقبة بذور النقاش الدائر مؤخراً على صفحات المدونات الالكترونية والمواقع الكويرية والمثلية العربية حول الفروق بين الخطاب الكويري والمثلي والمسار الأمثل لنضال الناشطين/ات الكويريين/ات والمثليين/ات في هذه الرقعة العربية من العالم. وكلما تعمقت معرفة الناشطين/ات ببعضهم البعض ووجهات النظر المختلفة، بات ممكنا تقديم نقد بناء وأكثر فاعلية يتيح المجال لولادة حوار خلاق ومنتج. ولا بد لي هنا من الإضاءة على بعض النقاط.
إن الحديث عن المسار الكويري للنضال، لا يمكن أن يستقيم من دون التفكير مليا في مسألة الامتيازات التي يتمتع بها بعض الناشطين/ات الكويريين/ات داخل دائرة الناشطين/ات أولا، ومقارنة مع من هم خارج هذه الدائرة ثانيا. ومن غير المقبول اعتبار هذه العبارة “تهجما شخصيا” أو “محاولة إسكات” تستخدم ضد كل من لا يستخدم إطار ومفهوم ولغة الضحية لوصف نضاله/ا المثلي. إن هذه المسألة هي مسألة أساسية لا بد للكويرية أن تفكر بها ملياً من دون محاولة نكرانها والهرب منها. إن وجود فئات تتمتع بامتيازات هو أمر حقيقي ومعاش واقعيا، وليس مصطنعا، فالمشاركة في المؤتمرات الكويرية والمثلية الدولية هو امتياز، والشعور بالدعم والتمكين لسنوات هو امتياز، والتمتع بقدرات لغوية عالية بمختلف اللغات تمكن من الكتابة هو امتياز، وإمكانية الوصول إلى الانترنت والمجموعات الكويرية والحركات المثلية هو امتياز كذلك. ليس هذا “خطاب ضحية”، هذا خطاب واقع يومي. إن خطورة نكران وجود هذه الامتيازات، يؤدي ببعض الناشطين/ات الكويريين/ات إلى القفز مسافات واسعة عن حقائق معاشة، وتجاهل فئات كويرية لا تتمتع بامتيازات، ويؤدي إلى عبارات محبطة مثل “لا تكتبوا عن هذا الموضوع بهذا الأسلوب لأن هذه لغة الضحية”. إن عبارات من هذا النوع تهدد أحد أسس لبّ التنظيم الكويري، وهو فتح ساحة النضال لمختلف الفئات لتناضل وتكتب وتخوض صراعاتها بنفسها وفقا لواقعها وحاجاتها، كي لا يصل الحال إلى حدّ التنمّر والقمع تحت عنوان “التخلي عن خطاب الضحية”. لا بد أن يحرص الناشطون/ات الكويريون/ات على عدم فرض نوع واحد من الصراع الذي يرونه ضروريا، على فئات أخرى ضمن المجموعة، ترى صراعها بمنظار آخر. فهذا سينتح هرمية بين الناشطين أنفسهم، تؤدي الى إغفال فئات وإقصاء تجاربها الخاصة المنبثقة من واقعها الخاص. ويشبه هذا الأمر عملية “تقييم صراعات” تقوم بها بعض المجموعات الكويرية، حيث يتم تصنيف الصراعات بين “صراع مقبول” و “صراع مرفوض” يحددها أصحاب الامتيازات من الناشطين/ات، ما يخلق أطرا وقيماً للنضال، تسعى الكويرية في الأصل للتحرر منها.
إذا، لا بد من الاعتراف بوجود هذه الامتيازات، وان كان الأمر مؤلما وذي نتائج عكسية. أنها مسألة موجودة ومحسوسة، والتعاطي معها يكون بمعالجتها لا نكرانها، عن طريق إيجاد فضاءات ومساحات لمشاركة فرص الدعم والتمكين. فمشاركة الفرص والامتيازات، تؤدي إلى مشاركة النضال وتثبيت الأرضيات المشتركة بين الناشطين/ات الكويريين/ات. أما نكران وجودها، فهو ما يؤدي إلى الانشقاقات، وتوليد ما يمكن تسميته ب”الطبقية الفكرية” أو “الهرمية الفكرية” بين الناشطين، بحيث ينتج عنها ديناميات غير صحية مثل الإسكات والإقصاء والخوف من التعبير أو الخروج من النضال أو صدامات تنجم عن تكسر الأرضيات المشتركة المحتملة. ولعل أخطر هذه الديناميات، دينامية التبعية لما يمكن تسميتهم ب”الناشطين المفكرين”، التي تمنع تذويت النضال لا سيما لدى الناشطين الصغار والجدد أو ممن لا يحظون بامتيازات معينة، وتعطل سيرورة الاستحواذ الشخصية لاستكشاف مختلف القضايا والأسئلة. نعم، فليست القطبية هي العقبة الوحيدة أمام سيرورة الاستحواذ الشخصي، وإنما هنالك في بعض الأحيان عقبات أخرى داخل المجموعات الكويرية نفسها مثل: عدم إتاحة المعرفة، طرق الإسكات غير المرئية، ديناميات الجماعة غير الصحية، التنمّر والسخرية والعدائية، الخوف من فقدان قبول ودعم الجماعة والمحيط.
باختصار، إن إحدى الطرق الناجعة لتعزيز الصلة الحتمية بين النظرية والتطبيق فيما يتعلق بالنضال الكويري، هي البدء بتذليل هوة الامتيازات بين الناشطين أنفسهم ومن ثم بينهم وبين محيطهم الذي يخاطبون. ونحن عندما نشير إلى وجود “امتيازات”، لا نقصد القدح والذم ببعض الناشطين الكويريين و”التعليم” عليهم وإسكاتهم، بقدر ما نقصد أن نكون فاعلين في عملية التفكير في استراتيجيات التفكيك وإعادة البناء الكويرية. إن مناقشة نقاط الضعف والتفكير فيها هو عصب أساسي في النضال الكويري، لا بد من قبوله بدلا من اتخاذ موقف دفاعي بإنكاره.
وفيما يتعلق بمسألة “التمكين والدعم” والحرص على عدم التوظيف السلبي وتعزيز مفهوم الضحية في النضال، فليس في القضية خلاف على الإطلاق. لكن مجال الحوار هنا يتلخص بالسؤال التالي: ما هي الحدود الرفيعة الفاصلة بين “التوظيف الايجابي” والتمكين والدعم من جهة، وبين طمس معالم التجارب الحياتية الواقعية؟ ليس هناك من طريقة واحدة ومحددة ومؤطرة لتحقيق التمكين سواء لدى الناشطين الكويريين أو المثليين. لا بد للكويرية من الحذر من الوقوع في خطاب النيوليبرالية “اما معنا أو علينا”، الذي يفرض وجود ثنائية ثابتة هي “الصحيح” (أي نحن) و”الخطأ” (أي هم). من “نحن” ومن “هم”؟ الأمور والتعريفات متداخلة كثيرا في مجتمع الناشطين في لبنان وبحسب معرفتي المتواضعة، في العالم العربي أيضا. فليس لل”ناشط/ة المثلي/ة” صورة واحدة تتكرر و”سياسة واحدة” ينتهجها، كما ليس كل الناشطين/ات الكويريين/ات نسخا متطابقة. وافتراض أن الناشط/ة المثلي/ة هو واحد حول العالم، يشبه تماما مثال افتراض وجود “المثلي العالمي”. من غير المقبول رمي كل من يطرح الأسئلة حول “الدعم والتمكين الكويري” أو “التوظيف الايجابي”، بتهم مثل “أنت تدعم/ين خطاب الضحية”.
إن أي أسلوب دعم وتمكين نابع من الواقع والمكان والزمان الحقيقي، على يد ناشطين مدركين لواقعهم وأهدافهم، ويحقق هدف التمكين هو أسلوب جيد، بغض النظر إن كان من يقوم به يسمي نفسه/ا “كويري” أم “بوهيمي” أم “مثلي” ام غير ذلك. كما أن التمكين والدعم ليسا كلمة، بل مسيرة تحتاج الى وقت لتولد شعور القوة الحقيقية وليس الفارغة أو الخاوية داخل الناشط/ة. إنها عملية مستمرة على مستوى الحياة اليومية والمحيط والجماعة، وهما ليسا إبرة نغرزها في جسم مريض فيشفى. والى أن يرسخ شعور التمكين والدعم في الناشط/ة، فليعبر كيفما شاء/ت وليكتب ما شاء/ت ولينشط كما شاء/ت (مثل بعض الناشطين/ات المتحولين/ت الذين تفرض عليهم عناوين التمكين أحيانا بأسلوب يعارض رؤيتهم/ن لواقعهم/ن وشكل النضال الذي يريدون).
وبناء على هذا، لا بد في أثناء الدعوة للتمكين والدعم والتوظيف الايجابي، ألا ندوس جراحا مفتوحة ونازفة، وألا نحولها إلى مادة للسخرية في بعض الأحيان، فيما نحن نصبو بحماسة لتوظيفها ايجابيا من أجل زيادة الأمل والقوة في نفوس الأفراد وبالتالي المجموعة. لا بد أن نتعامل مع قصصنا وتجاربنا وواقعنا برفق وذكاء. إستراتيجية التوظيف تذكرني بمقولة إعلامية شهيرة هي “لا يهم ماذا نقول بقدر ما يهم كيف نقوله”. نحن متفقات على ضرورة التوظيف الايجابي، لكننا مختلفات على الآلية، ولهذا يصبح حوارنا حاجة قصوى ومفيدة.
لقد وردت في مقال لين درويش وحنين معيكي بعنوان “من قلب تجارب النضال المثلي العربي: فرص وتحديات” فكرة لا بد من التشديد عليها وهي الاستثمار الاستراتيجي والطويل الأمد في بناء تحالفات مع مجموعات تعتمد في تنظيمها على إيديولوجيات وأرضية من المفاهيم والخلفية الفكرية المشتركة. لا شك أنها مسألة وضرورية الحصول، لكن هل من السهل عمليا الفصل بين من “يشاركنا الإيديولوجية” و”من لا يشبهنا ولا يشاركنا الايدولوجيا” في مجتمع ضيق جدا من الناشطين (حيث الناشط/ة الواحد/ة ينخرط في عدة نضالات مثل المطالبة بدولة مدنية والتظاهرات العلمانية والنسوية الخ.)؟ ان ادعاء ذلك هو أقرب الى التبسيط الشديد للواقع بدلا من البحث الجدي عن توجه عملي ممكن. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأساليب المعتمدة أحيانا من سخرية وعدائية وتسطيح وتسخيف للآراء المختلفة، تولد نوعا من الاستعلاء الفكري يقصي ويبعد فئات كثيرة. فكيف نطمح إلى إطلاق نضال كويري رأسماله المجموعات البشرية الكويرية، عدداً وعدّة وعتاداً، اذا كانت مقاربتنا الأولية اقصائية في بعض الأحيان؟ ثم كيف يمكن رسم الحد الفاصل بين “الحركات المثلية العربية” و”المجموعات التي تشترك معنا إيديولوجيا”، في وقت نشهد نحن أنفسنا ومنطقتنا ونضالنا ومختلف الحركات المثلية حولنا تغيرات جذرية ومستمرة ومتسارعة؟ فعلى سبيل المثال، كثير من الناشطين/ات المثليين/ات هم جزء فاعل من النضال النسوي في لبنان، وكثير من المثليين/ات يدعمون PQBDS ويشاركون بفاعلية في حركة المقاطعة، وهناك ناشطون/ات كويريون/ات هم جزء من التنظيمات المثلية في لبنان.
ان الطريقة الوحيدة لاحتواء المسار المتسارع للتغيير بل والاستفادة منه، هي بفتح حوار حسن النية واستبعاد العدائية والقرارات والأحكام المسبقة من قبل الجميع، وإيجاد مساحات أو نشاطات عملية مشتركة. دعونا لا ننسى مثلا أننا كناشطين/ات كويريين/ات، كنا ومنذ سنتين فقط، نحتفل باليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية، وبتنا اليوم في موقع آخر، وهو أمر رائع يدل على سرعة تطورنا الفكري. لكن هذا التطور الفكري السريع، لا يجب أن يسمح لنا بإطلاق الأحكام على من يرون النضال بطريقة مختلفة. علينا بالاستماع الحقيقي لطروحات واقعية تصدر عن ناشطين/ات مثليين/ات يعبرون عن رؤيتهم المختلفة وأحيانا الفعالة في مسألة التمكين والدعم. لو انتهجنا الاستماع قليلا، لربما اكتشفنا أن لدينا مع الحركات المثلية في لبنان أرضية مشتركة أكبر مما نتصور، لكننا لا نراها وسط الزحام، وتحت ثقل العناوين والأسماء المختلفة، وأخبار الماضي الحزين أحيانا.
في الختام، أود الإضاءة على أهمية إتاحة المعرفة في النضال الكويري في ضوء مشاركة الامتيازات، ومن هنا تأتي أهمية فضاءات مثل قديتا وبخصوص وعشتار وغيرها. لا بد للناشطين/ات الكويريين/ات من الكتابة والكتابة والكتابة والقراءة، من أجل التقرب إلى واقع يسعون الى التعبير عنه والنضال من قلبه ومن أجله. إن هذا المقال لا يدعي إيجاد الحلول الشافية والإجابات الكافية، لكنه محاولة متواضعة للمشاركة في الحوار الدائر مؤخرا، وإثارة التساؤلات حول الأفكار المطروحة فيما الحركات الكويرية العربية تشهد بدايتها، قبل أن تصبح مسلّمات يصعب التساؤل حولها. إن الراديكالية لا تعني العدائية، ولا بد أن تضع الكويرية نصب عينيها ألا يصيبها ما أصاب الحركات اليسارية العربية التي تحولت الى مجموعات عدائية تجاه محيطها، مسلوخة عن واقعها، تقضي وقتها في محاربة بعضها، ويجلس نخب مفكريها في غرف مغلقة اما لمقارعة بعضهم بعضا أو لجلد بعضهم، في وقت فقدت حركتهم أي اتصال بالواقع وخسرت أي رصيد شعبي يمكنها من الفعل.
• من قلب تجارب النشاط المثلي العربي: فرص وتحديات/ لين درويش وحنين معيكي
20 أكتوبر 2011
بس تعقيبا ع فكرة “الكويرز” اللي طالعالنا بالسحبة, رح اكرر تعقيب حطيته من كم دقيقة ع مقال مستفز آخر: كنت فكرت موقع قديتا اعاد النظر بصفحة مثليون و نص. و فعلا, اكتشفت هالشي انو صحيح. تعبير كوير بالنسبة الي تعبير مرفوض و ما بدي ادخل بحيثياته. انا مثلي و كنت سعيد بأن أجد زاوية بموقع قديتا للحديث عن ميولي, اما الآن, فانا جزء منكم, يعني حاسس بنوع من التهميش. و فعلا متل ما حكى الحلو الي فوق: جيتو تكحلوها عميتوها. اللي بيدخل بتعمق باي موضوع رح يلعن ابوه, كالعادة. مثلا, لو دخلتم بجدلية أي موضوع, ستغيرون الصورة. انا كنت أحب مثليون و نص لانو كان انتصار الي, كويريون انتصار للجميع, و انا بفضل انتصاري الشخصي على انتصار المجتمع حتى لو شملني. سموه قوقعة, انا مبسوط ع قوقعتي, لانو العمر قصير و انا مش فاضي اتحمل كل واحد عندو ميول جنسية ييجي يشطح فيها. بداخلي بعرف انو قراركم كان قرار حكيم, بس برضو كان قرار غير منصف للمثليين. يعني ماتت زاويتنا؟ هلأ بدنا نبلش نحكي بالسكس؟ عادي, كان سميتو زاوية الفحشاء و المنكر, او زاوية الفسوق, او اي شي تاني, اصلا كوير هي شبه مرادف لكلمة فاسق, و لو كان المعنى الحرفي الها: غريب. كان سميتوها زاوية الفيتش, انا بعرف غايز بحبو رجلين الشباب و ما بينمحنو اللا ع هالشي, و بعرف زلام بلبسو كلاسين مرتهم و بخلو مرتهم تنيكهم, يعني عادي, المهم المساحة بطلت إلي و شكرا كتير يا قديتا.
19 أكتوبر 2011
العزيز كويري،
شكرا لردك، وأود الاضاءة على ما يلي:
أولا، لقد قمت بما بوسعي لأجعل من المقال مقالا سهلا وبسيطا، لكن يبدو أن علي القيام بجهد أفضل في المرات المقبلة. لكني لم أنتقد “النخبة المثلية” على صعيد لغوي، وانما على صعيد فكري وعلى صعيد الممارسة الفكرية والنضالية، وليس على نوع المفردات التي تختارها هذه “النخبة” (الكويرية بالمناسبة وليس المثلية). أما بالنسبة لل”معلمية” التي لمستها، فيهمني جدا أن تشير للعبارات التي جعلتك تشعر بهذا، كي أعمل على تحسين أسلوبي في المرات المقبلة لو سمحت، وهذا طلب جدي، لأن النفس الاستعلائي هو من أسوأ الحوادث على الاطلاق برأيي.
ثانيا، ان “المجتمع المثلي” (ان كان هناك ما يسمى كذلك)، هو جزء من القوى السياسية والاجتماعية التي دعت الكاتبتين الزميلتين الى العمل على ايجاد أرضية مشتركة معها (لا سيما عند الحديث عن لبنان حيث مجموعات الناشطين/ات متداخلة جدا وناشطة على عدة صعد في آن معا، كويرية وعلمانية ونسوية مثلا). لذلك أردت التطرق الى الموضوع، لأن اقامة تحالفات مع “القوى السياسية والاجتماعية” يمر بالضرورة باقامة تحالفات مع مجموعات مثلية بكون أفرادها ناشطين في كثير من المجلات الأخرى لا سيما في الساحة اللبنانية. وبالتأكيد لا بأس في ذلك، انما هو أمر مطلوب وأراه ضروريا، ولهذا أردت الاضاءة على رؤيتي لكيفية تحقيق تلك التحالفات.
مع الشكر مجددا، وأؤكد لك أني أبعد ما يكون عن التقاعد في المدى المنظور
19 أكتوبر 2011
المقال يلقي الضوء على عدة نقاط مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار من قبل الناشطين المثليين، وأهمها اتاحة مساحة حاوية داخل جمعياتنا وتنظيماتنا لجميع المثليين على اختلاف ثقافتهم وتجربتهم ورؤيتهم للنضال.
لكن لدي بعض الملاحظات:
- لغة المقال لا تقل كلاسيكية وتعقيدًا (للقارئ غير المتبحر بالعربية ومفرداتها الأكاديمية) عن خطاب “النخبة المثلية” وثقافتها التي تنتقدها “زوربا”. كما أن المقال هو أقرب إلى الوعظ “والمعلمية” منه إلى التقييم والتقويم، كأن الكاتبة محارب قديم متقاعد.
- يبدو أن الكاتبة لم تفهم جيدًا ما ورد في مقال حنين ولين عن “الأيديولوجيا المشتركة”، فليس المقصود (حسب فهمي للمقال السابق) المجتمع المثلي، بل القوى الاجتماعية والسياسية في المجتمع التي يمكن أن نقيم معها تحالفات مبنية على هذه الأيديولوجيا المشتركة، ولا بأس في ذلك، فليس من المنطق أن نقيم تحالف مثلي-ديني مثلاً كي ندفع نضالنا قدمًا.
- “دور الضحية” هو وضعية يمر فيها معظم المثليين، ناشطين كانوا أم غير ناشطين، وهو بدون شك وضع شرعي، واتفق معك في هذه النقطة، لكنه وضع إذا أصبح مزمنًا فإنه يؤدي إلى بالإنسان إلى مراوحة مكانه معيقًا الروح الثورية المطلوبة للتغيير، إذ إن التغيير هو لب وعماد النشاط المثلي. طبعًا مع الرفض التام للتمييز والسخرية. ومن هنا فإن جمعياتنا ومنظماتنا يجب ان تكون ذلك المكان الذي يسمع ويحتوي ويؤازر الضحايا، لكن أيضًا المكان الذي يحول الضحايا إلى مناضلين واعين ومدركين لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا كي نحدث التغيير ونجعل العالم مكانًا أفضل للجميع.