الاستجواب: جان دوست
حاولتُ أن أنتحر ذات مرة. أخذت معي حبلاً متينًا. صعدتُ القطار ثم نزلت. من محطة إلى أخرى. حاولت أن أجد شجرة أعلّق نفسي عليها. ثم اكتشفتُ ليس فقط أنّني جبان، بل عرفتُ أنّني كذاب فتركت فكرة الانتحار للشجعان الصّادقين
>
روائيّ ومترجم. مواليد كوباني-سوريا 1965. يقيم منذ عام 2000 في المانيا. حصل على جوائز عديدة منها جائزة القصة القصيرة، سوريا 1993، وجائزة الشعر الكردي، ألمانيا 2012، وجائزة الكتاب الشرقيّ 2013، وجائزة حسين عارف إقليم كردستان 2014. من رواياته الكردية: مژاباد 2004؛ ثلاث خطوات ومشنقة 2007؛ ميرنامه 2009؛ مارتين السعيد 2012. صدرت له روايتان بالعربية هما: عشيق المترجم 2014؛ دم على المئذنة 2013. من ترجماته: مم وزين- قصة حب من الأدب الصوفي (الطبعة الخامسة) 2014، ميرنامه 2012، رسالة في عادات الأكراد وتقاليدهم 2010، متاهة الجن 2013، الريش، وهي رواية لسليم بركات، ترجمة إلى الكردية 2015، وكتب أخرى.
.
1) ما هي أكبر محاسنكَ، وما هي أكبر مساوئك؟
“لا علمَ لي بالمحاسن وأفكّرُ في صيغة المفرد منها كثيراً. أنا رجل سيئ على أيّ حال. وربّما فضيلتي الوحيدة أنّني نجحتُ في امتلاك قناع جميل يخفي كلّ عيوبي: الكتابة.”
2) ما هي أجمل كذبة كتبتَها/أبدعتَها في حياتك؟
“طائرةٌ أقلّتني إلى أوروبا قبل خمسة عشر عاماً. حين ارتفعت في السماء عرفتُ أنّ رجلَ الأمن لن يستطيع اللحاقَ بي فطلبتُ كأس نبيذ لأحتفل. لكنّني أدركتُ فيما بعد أنه انتصر عليَّ وسرق منّي وطني. طواه كورقةٍ من فئة الخمس ليرات ووضعه في جيبه. الكلب.”
3) ما هو أفضل ما قيل عنك كمبدع؟
“أنتظر أن يُقال فيَّ ما هو أفضل من كلام أبي. كان يقول لي وهو يمسك بعضادتي الباب دون أن يلج غرفتي: أكتب يا ولدي. أكتب.”
4) من/ ماذا يضحكك؟
“يعتقد الإنسان أنه الحيوان العاقل الوحيد على ظهر الأرض. الإنسان هو الوحش الوحيد الذي يجيدُ فنوناً للقتل لا تعرفها الوحوش الأخرى. يضحكني أننا نَحن البشر أغبياء لدرجة وحشيّة.”
5) متى بكيت آخر مرة؟
“محطّاتي في هذا الماراثون كثيرة.”
6) أنت تقفُ أمام كلّ سكان العالم وستلقي خطابًا أمامهم. ماذا ستقول لهم؟
“دانتي كتب جملته على باب الجحيم فلا داعي لأن أخطب مثل قسيس أو شيخ. لكن إذا صفّق الجمهور طويلاً وأحرجني سأقول: كلّنا شركاءُ في هذا الجحيم. وكلّنا ضحايا اعتقاد الإله وأمله بأنّه سيخلق شيئاً مفيداً. لماذا لم يندمِ الإله إلى الآن على خلقكم أيّها الناس؟ الأملُ جحيمٌ فاطرحوه عنكم تسعدوا.”
7) ما هو الأمر الذي تودّ لو تعرفه عن مستقبلك القريب أو البعيد؟
“لا آمل في شيء، لا أخاف من شيء. وأحب نيكوس وجزيرة كريت كثيرًا. أحياناً أتمنّى أن أقف شخصيًّا على قبري لأرى طعم موتي. رغبة أكيدة.”
8) ما هي أكثر لحظات حياتك جُبنًا، وما أكثرها شجاعة؟
“حاولتُ أن أنتحر ذات مرة. أخذت معي حبلاً متينًا. صعدتُ القطار ثم نزلت. من محطة إلى أخرى. حاولت أن أجد شجرة أعلّق نفسي عليها. ثم اكتشفتُ ليس فقط أنّني جبان، بل عرفتُ أنّني كذاب فتركت فكرة الانتحار للشجعان الصّادقين.”
9) هل يمكن أن تصف نفسك: بكلمة واحدة، بجملة واحدة، بفقرة واحدة؟
“ذكّرني هذا السؤال بِكُرهي للامتحان. ما زلت أحلم بأنّ ورقة الأسئلة تطير وألاحقها في دروب معتمة متعرجة غريبة بينما رفاقي جالسون بهدوء يسطرون الأجوبة كما لو أنّ الوحي هبط عليهم.”
10) لو علمت أنّ روحك ستحلّ بعد موتك في جسد حيوان أو نبات أو جماد، فماذا كنت ستختار؟
“الغيلم. وهكذا سأبقى في درّقتي الحصينة أرقب العالم بحكمةٍ ومتعة. لا أحبّ الفراشات لأنّني أشبهها.”
(أعدّتها للنشر: ريم غنايم)
22 فبراير 2016
من يقرا كتاباته لايمكنه الاستغناء عنه فيما بعد
11 نوفمبر 2015
ما أجملك وأنت تسرد بلاتكلفوتقرأ أفكاراً يتمناها الكل انه هو
27 أكتوبر 2015
اجابات تستحق الوقف عليهاوقراءة مابين سناياهارغم ان الاسئلة لاتكفي
19 مارس 2015
رغم اني شعرت ان الأسئلة غير كافية و أنها رغم جرأتها تحتمل عمق أكثر إلا أن اللقاء ممتع للغاية و متميز بالاجابات النارية و الذكية …كانت لدي الرغبة بقراءة المزيد و التعمق أكثر ..الى المزيد من العطاء ات جان دوست
18 مارس 2015
جان دوست صادق بكل كلمة يقوله وهو صادق جداً بكل حرف وكلمة