الاستجواب: كمال الرّياحي
ما هي أجمل كذبة كتبتها/أبدعتها في حياتك؟/ “يوم علّقت في غرفتي بالمبيت الجامعي حزامًا أسود للتايكواندو، وقضيتُ سنواتِ الجامعة مُهابًا مُثيرًا للخوف، مع أني لم أقل شيئًا لزملائي بل أنكرت أنّي أحمل الحزام.”
>
تسعى هذه الزاوية إلى الكشف عن بعض المخفيات والمكنونات في نفس المبدعين والمبدعات، عبر أسئلة تتركز في الآمال/ المخاوف/ المعتقدات الخاصة بهم، وليس في إبداعاتهم بالضرورة.
كمال الرّياحي: روائيّ وصحافيّ تونسيّ من مواليد عام 1974. ينشط في الحقلّ الثقافيّ التونسيّ والعربيّ منذ سنوات، وله مؤلّفات قصصيّة وروائيّة وحواريّة وبحثيّة عديدة، إلى جانب تأسيسه لورشة الكتابة الإبداعيّة في تونس. في حقل القصة القصيرة له: “نوارس الذاكرة” و”سرق وجهي”. تحصّل على جائزة القصّة القصيرة في القاهرة عام 2005. أمّا في حقل الرواية، فقد تحصّل على جائزة الكومار الذهبيّ عام 2007 عن روايته الأولى “المشرط: من سيرة خديجة وأحزانها” (2006). صدرت روايته “الغوريلا” (2012) ورواية “عشيقات النّذل” (2015) عن دار السّاقي. تُرجِمَت أعماله إلى لغات عديدة منها الانجليزيّة والايطاليّة والفرنسيّة والبرتغاليّة والعبريّة.
.
1) ما هي أكبر محاسنك، وما هي أكبر مساوئك؟
“شَعري الأشعث وأنفي الأفطس هما أكبر محاسني. يذكّرانني بأصلي الأفريقيّ غير المؤكّد. وأكبر مساوئي سقوطي تدريجيًّا في النّعومة.”
2) ما هي أجمل كذبة كتبتها/أبدعتها في حياتك؟
“يوم علّقت في غرفتي بالمبيت الجامعي حزامًا أسود للتايكواندو، وقضيتُ سنواتِ الجامعة مُهابًا مُثيرًا للخوف، مع أني لم أقل شيئًا لزملائي بل أنكرت أنّي أحمل الحزام. لكنّهم لم يصدقوني وظلّوا على وهمهم حتى أني كنتُ كلما صافحتُ أحدهم ادعى أنّي اقبض على يده بقوة وتداعى أمامي، مع أنّ كفي كانت ناعمة.”
3) ما هو أفضل ما قيل عنك كمبدع(ة)؟
“مجرم.”
4) من يُضحكك؟
“أن أرى إنسانًا يُحتضر. يبدو ساذجًا لأنه لم يأخذ الأمر بقوة ولم يقفز نحو قبره.”
5) متى بكيت آخر مرة؟
“عندما رأيت فيلاً يموت ويتهاوى على الأرض، بعد أن هرّب جثته بعيدًا عن العائلة. أرادَ أن يموتَ دون أن يكون مثار شفقةٍ.”
6) أنت تقف أمام كل سكان العالم وستلقي خطابًا أمامهم. ماذا ستقول لهم؟
“أيها الناس! لقد فاتكم أن تكونوا حجًرا وشجرًا ووحوشًا. أيها الحملان! من الذي اصطفاكم لهذه الأدوار البائسة لتقفوا فرادى وجماعاتٍ تنتظرون الكلام والخبز والكتب والخطايا؟ لماذا لا تلتفتون إلى بعضكم وتلتهمون أنفسكم فتبيدوا بعضكم بعضًا لينتهي هذا الاجتماع؟ كلّ ما أقوله لكم اليوم ليس سوى حزمة من الاكاذيب والأوهام. لماذا لا تضاجعون بعضكم البعض حتى الخلاص الأخير أيّتها النطف الكبيرة الضالة؟”
7) ما هو الأمر الذي تودّ لو تعرفه عن مستقبلك القريب أو البعيد؟
“متى أختفي من ذاكرة كلّ من يعرفني الآن؟”
8) ما هي أكثر لحظات حياتك جُبنًا، وما أكثرها شجاعةً؟
“ما زلت أشعر بالجبن أمام أيّ كلب سائبٍ أو امرأة جميلة ضعيفة أو وادٍ جفّ ماؤه. وأشعر بالشجاعة كلما استقبلتني الحشود. فورًا أتلبس دور الراعي.”
9) هل يمكن أن تصف نفسك: بكلمة واحدة، بجملة واحدة، بفقرة واحدة؟
“يبدو لي أنّني ما زلتُ متلبسًا بدور المهرّب. أهرّب الملابس كلما دخلت محطةً أو مطارًا. كانت أول مهنة زاولتُها بين تونس والمغرب وأنا مراهق لم أتعدَّ السابعة عشر. وقاتل أرانب.. تلك الهواية التي كنت أنتشي بها وأنا طفل. أن تقتل أرنبًا يعني أن تطهّر العالم من الزوائد الضعيفة. لماذا توجد الأرانب إذا لم نقتلها؟ قتل الأرانب هو التمرين الأول لقتل هرمونات الضعف فينا. لذلك سأبقى أطارد الأرانب أينما “لبدت” في البراري وفي الحدائق وعلى وجوه النساء وأجسادهن وفي عقولهن.”
10) لو علمت أنّ روحك ستحلّ بعد موتك في جسد حيوان أو نبات أو جماد، فماذا كنت ستختار؟
“عندي يقين أنّ روحي ستحلّ في عنق زرافة. هناك ستكون بعيدةً عن الأرض وبعيدةً عن السماء. سأستمتع كالآلهة بالبشر وهم تحتي ينظرون إليّ كالأقزام يتنازعهم الإحساس بالجمال والشعور بالرهبة.”
(أعدّتها للنشر: ريم غنايم)