كأسٌ على مصرعِ الشّعر/ راشد حسين
بعد استشهاد شاعر المقاومة راشد حسين في 2/2/1977 […]
كأسٌ على مصرعِ الشّعر/ راشد حسين
بعد استشهاد شاعر المقاومة راشد حسين في 2/2/1977 في نيويورك، وصلت مجموعة من أغراضه إلى عائلته، من ضمنها أشرطة بصوته، ومسوّدات لقصائد لم تُنشَرْ.. في الذّكرى الخامسة والثّلاثين لاستشهاده، قرّرت عائلته نشر كلّ القصائد الّتي لم ترَ النّور تباعًا، وفاءً للرّاحل واستمراريّةً لإبداعه، وقد خصّت العائلة جهات معيّنة لنشرها، منها “موقع عرب 48″، والذي ننقل عنه هذه القصيدة:
| راشد جسين |
أغلى كلاب الصّيدِ
في وطني
سياسيٌّ .. يغنّي:
“اللهُ أكبَرْ”..
أحلى الملابسِ فُصِّلَتْ
لتسيرَ
في نعليّ كيسنجرْ
فقدَتْ بكارَتَها دمَشقُ
ومكّةُ أصبَحَتْ حُبلى
بلا زوجٍ
تُعاشرُ نصفَ صعلوكٍ
معطّرْ
لا كلبَ في وطني
تعلّمَ أنَّ لونَ الدّمعِ
في القدسِ القديمةِ.. ليسَ أحمَرْ
لا كلبَ
شاهدَ كيفَ دمعُ بناتِها
خلّى دمَ الشّهداءِ أخضَرْ
وأتَتْ قصائدُنا
لترشَّ فوقَ الموتِ سُكَّرْ
وبكتْ قصائدُنا..
وصارَ الشّعُرُ بترولًا
ومُنكَرْ
هذي القصائدُ
سوفَ أذبحُها بقشِّ القمحِ
لا بلسانِ خنجَرْ
يا أيّها الشّعبُ الّذي مسحوهُ شعرًا
كُن على رقباتِهم نثرًا
لتذبَحَهم..
ويُرضعُكَ التّرابُ حليبَه
فتصيرُ أكبَرْ
لو حرّرَتْ أشعارُنا شيئًا
لحرّرَ شعرُنا العربيُّ
كُلَّ الأرضِ
إلّا القُدسَ
فاشرَبْني
لنَسْكَرْ…
نيويورك 1974