الاستجواب: جمانة مصطفى
آخر مرة بكيت في وادي الصليب في حيفا حين رأيت المنازل المهجورة لأول مرة. هناك قالت لي صديقتي: “هذه تُعتبر أموال غائبين”. بكيت لوقع الجملة. لكنّ البكاء عندي فعل حيّ وقريب، أبكي مثلما أضحك ولا أجد حرجًا في البكاء علنا أو بوجود أغراب
.
تسعى هذه الزاوية الجديدة إلى الكشف عن بعض المخفيات والمكنونات في نفس المبدعين والمبدعات، عبر أسئلة تتركز في الآمال/ المخاوف/ المعتقدات الخاصة بهم، وليس في إبداعاتهم بالضرورة.
ضيفة هذا الأسبوع: جمانة مصطفى. شاعرة فلسطينة تعيش في عمّان، صدر لها للآن: “غبطة برّية” و”عشرُ نساء” و“لن أقول ما رأيت”. تعمل كصحافية في مجال الإعلام التلفزيوني.
.
1) ما هي أكبر محاسنك، وما هي أكبر مساوئك؟
“أكبر محاسني قد تكون هي نفسها أكبر مساوئي: “الخفة”. بمعنى أن تكون محمولا على الحياة وألا تقاوم إرادتها، لكنها كثيرًا ما تعني الاستسلام والتكاسل عن خوض المعارك الطويلة. أنا مع “دع الأيام تفعل ما تشاء”.”
2) ما هي أجمل كذبة كتبتها/ أبدعتها في حياتك؟
“حين ادّعيت أنني جميلة، وصدّقني العالم.”
3) ما هو أفضل ما قيل عنك كمبدعة؟
“أنّي لا أنتظر اعتراف العالم بي.”
4) من/ ماذا يضحكك؟
“يضحكني السياسيون، مُهرّجو العصر.”
5) متى بكيت آخر مرة؟
“في وادي الصليب في حيفا حين رأيت المنازل المهجورة لأول مرة. هناك قالت لي صديقتي: “هذه تُعتبر أموال غائبين”. بكيت لوقع الجملة. لكنّ البكاء عندي فعل حيّ وقريب، أبكي مثلما أضحك ولا أجد حرجًا في البكاء علنا أو بوجود أغراب، برغم الارتباك الذي يصيب مَن معي.”
6) أنت تقفين أمام كل سكان العالم وستلقين خطابًا أمامهم. ماذا ستقولين لهم؟
“سأقول لهم: من أنتم؟ العالم بحاجة لسماع هذا السؤال بين الحين والآخر.”
7) ما هو الأمر الذي تودّين لو تعرفينه عن مستقبلك القريب أو البعيد؟
“لا شيء، أودّ لو أعرف عن ماضيّ فقط.”
8) ما هي أكثر لحظات حياتك جُبنًا، وما أكثرها شجاعة؟
“حين يسألني فنان رديء عن رأيي بمُنتجه فأقول إنه جميل، في الوقت الذي يكون بودّي أن أغسل حواسي. أما أكثرها شجاعة فهي حين أستيقظ من سريري صباحًا، زيارة العالم كل يوم فعل شجاع جدًا.”
9) هل يمكن أن تصفي نفسك: بكلمة واحدة، بجملة واحدة، بفقرة واحدة؟
“نعم: لا أريد شيئا، لكنّ أحداً لا يصدّق.”
10) لو علمت أنّ روحك ستحلّ بعد موتك في جسد حيوان أو نبات أو جماد، فماذا كنت ستختارين؟
“في جسد حيوان سأختار الطنّان، وفي جسد نبات سأختار وردة المجنونة، وفي جسد جماد سأختار أشارة “توقف”.”
(أعدّتها للنشر: رشا حلوة)